ARTICLE AD BOX
في خطوة استراتيجية تعكس تحوّلًا في توجهات الاستثمار العالمي، أعلنت شركة “هوي إن” الصينية المتخصصة في الحلول اللوجستيكية المتكاملة عن اختيارها للمغرب ليكون أول موقع دولي لها خارج القارة الآسيوية، واضعةً الدار البيضاء في صلب خطتها للتوسع نحو الأسواق الناشئة في إفريقيا وأوروبا.
هذا القرار، الذي لم يكن اعتباطيًا، استند إلى عدد من العوامل الجيو-اقتصادية، أبرزها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، وتقدمها في مجال الطاقات المتجددة، مما جعل منها منصة مثالية لربط ثلاث قارات: إفريقيا، أوروبا، وآسيا، عبر بوابة لوجستيكية حديثة وفعالة.
الفرع المغربي الجديد سيركّز على دعم الفاعلين الصناعيين، خاصة في مجالات الطاقة والطاقات النظيفة، حيث ستُوجَّه خدمات “هوي إن” لدعم سلاسل التوريد العابرة للحدود، في ظل التحولات العالمية نحو اقتصاد منخفض الكربون. وتشمل هذه الخدمات النقل البحري والجوي، التوزيع السريع، التخزين، والحلول التعاقدية.
هذا التوسع يُعد جزءًا من مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، التي تسعى إلى ربط القارات عبر ممرات تجارية ولوجستيكية آمنة وفعالة.
و من خلال مركزها في الدار البيضاء، تخطط الشركة إلى تقليص تكاليف الشحن، تسريع تسليم المعدات الخاصة بالطاقة الشمسية والريحية وتخزين الطاقة، مع اعتماد منهج “من الباب إلى الباب” يغطي التخطيط، التتبع الرقمي، الدعم الجمركي، والتوصيل الذكي.
وتعمل “هوي إن” على تقديم حلول رقمية متقدمة تعتمد الذكاء الاصطناعي والرقمنة الكاملة للمساطر، ما يسمح بتعزيز الشفافية التشغيلية وتقديم خدمة تتبع دقيق وفوري للعملاء.
لا تتوقف طموحات الشركة عند حدود تقديم خدمات تقليدية، بل تسعى إلى مواكبة المقاولات المغربية والإفريقية من خلال تنظيم التصدير، إدارة المخزون، وتوفير مساحات تخزين بالقرب من المناطق الصناعية الكبرى، بهدف تعزيز اندماجها في الأسواق الإقليمية، خاصة في إفريقيا الغربية.
وفي هذا الإطار، تعتزم “هوي إن” الدخول في شراكات استراتيجية مع فاعلين مغاربة، من شركات نقل وموانئ إلى المناطق الحرة والمؤسسات العمومية، لتطوير بنية تحتية لوجستيكية متكاملة تواكب رؤية المغرب في جعل قطاع النقل والتوزيع أحد روافع النمو الاقتصادي.
وفي إشارة إلى شمولية استراتيجيتها، كشفت الشركة عن استعدادها لافتتاح فرع جديد في فيتنام، أحد المراكز الصناعية الكبرى في آسيا، ما يعكس طموح “هوي إن” إلى خلق شبكة لوجستيكية عالمية مرنة ومتعددة الارتكاز، حيث يشكل المغرب حجر زاوية في هذا التوسع العالمي.