ARTICLE AD BOX
انطلقت اليوم الثلاثاء النسخة الخامسة من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، الذي ينعقد تحت شعار "الطريق إلى 2030: تحويل الاقتصاد العالمي" ويستمر حتى يوم الخميس بمشاركة نحو 2500 شخصية سياسية ومالية واقتصادية من 150 دولة. وافتتح المنتدى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. فيما قال رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في كلمة في افتتاح المنتدى، إن قطر ستقدم قريباً مجموعة من الحوافز للمستثمرين الأجانب تستهدف القطاعات الاستراتيجية مثل التصنيع المتقدم والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
وتابع أن هدف قطر، الغنية بالغاز الطبيعي، بناء اقتصاد أكثر توازناً. وأضاف أن الدولة تعمل على تطوير الأطر القانونية والإدارية لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر.
ويبحث المنتدى، على مدى ثلاثة أيام، خمسة محاور رئيسية تشمل: الجغرافيا السياسية والعولمة والتجارة، أمن الطاقة وإمداداتها، التكنولوجيا بين الضجيج والواقع، مستقبل الأعمال والاستثمار، والرياضة والترفيه. وتضم قائمة المتحدثين عدداً من رؤساء الحكومات والوزراء، والرؤساء التنفيذيين العالميين.
ولا تزال قطر من أغنى دول العالم بفضل احتياطياتها من الغاز المسال، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالى 75 ألف دولار. وتُعدّ قطر، التي يزيد عدد سكانها قليلاً على 3 ملايين نسمة، أكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم بعد الولايات المتحدة وأستراليا، وتستثمر عشرات المليارات من الدولارات لزيادة طاقتها الإنتاجية في السنوات القليلة المقبلة.
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أحد أكثر المواضيع تداولاً خلال زيارة ترامب للخليج الأسبوع الماضي، وهو طائرة قطرية فاخرة بقيمة 400 مليون دولار، كانت ستُستخدَم بكونها طائرةً رئاسيةً. وقال رئيس الوزراء إن إهداء طائرة 747 للحكومة الأميركية "أمرٌ طبيعي بين الحلفاء". وقال: "لا أعلم لماذا يعتبر الناس ذلك رشوة أو محاولة من قطر لشراء النفوذ لدى هذه الإدارة".
وأضاف قائلا : إنها "معاملة بين وزارتي دفاع"، وهي أمرٌ يتماشى مع الشراكة بين الولايات المتحدة وقطر. وأضاف: "لقد أهدت دولٌ عديدة الولايات المتحدة هدايا". وقال رئيس الوزراء القطري إن الانتقادات تعود إلى صورة نمطية "يتعين علينا التغلب عليها"، مستشهداً بهدايا أخرى تلقتها الولايات المتحدة في الماضي، مثل تمثال الحرية.
ولفت إلى أن قطر تتطلع إلى الانضمام إلى منظومة خليجية أوسع للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. وقال: "آمل أن تنظر أميركا إلى قطر باعتبارها شريكاً موثوقاً في الدبلوماسية لا يحاول شراء النفوذ"، مضيفاً: "ناقشنا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته للمنطقة إمكانية إقامة شراكات في الذكاء الاصطناعي والطاقة".
الجلسة الأولى في منتدى قطر الاقتصادي
يأتي مؤتمر قطر الاقتصادي السنوي في وقتٍ محوري للبلاد. فمن المتوقع أن تُضيف خطة قطر لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي أكثر من 30 مليار دولار سنويًا إلى إيرادات الدولة، وسيُحوّل جزءٌ منها إلى صندوق الثروة السيادية. وتتوقع مؤسسة غلوبال إس دبليو إف أن ترتفع أصول جهاز قطر للاستثمار إلى 905 مليارات دولار بحلول عام 2030، ما يضعه في مصافّ كبار المؤسسات الإقليمية مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي وهيئة أبوظبي للاستثمار.
وخلال المنتدى حضر وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس، رايان لانس، على المنصة في الجلسة الأولى. ناقشا جهود قطر لتأمين مشترين للغاز الطبيعي المسال من مشاريعها التوسعية الضخمة.
وبالنسبة إلى قطر، يُعدّ الغاز الطبيعي المسال مصدرًا بالغ الأهمية. فهو أكبر مصدر دخل للبلاد، والمسؤول الرئيسي عن تحويلها إلى واحدة من أغنى دول العالم، وجلب معه نفوذًا هائلًا في المنطقة. وحاليًا تُنفَّذ توسعة ضخمة، من المرجح أن تضيف حوالى 30 مليار دولار من الإيرادات سنويًا عند اكتمال المشاريع.
وقال الكعبي إن صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية الأعلى ستذهب إلى أوروبا وأميركا الجنوبية ولن تنافس صادرات قطر إلى آسيا. وشرح أنه أُبرِم عدد من صفقات الطاقة خلال زيارة ترامب الأسبوع الماضي.
وتابع قائلاً إن شركة قطر للطاقة تهدف إلى تداول 30-40 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال غير القطري بحلول 2030، وإن قطر للطاقة تتداول حالياً نحو 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال. وقال إن مشتري الغاز الطبيعي المسال، الصينيين والهنود، يجرون نقاشات بشأن كميات إضافية من قطر، مضيفاً: "لا نشعر بالقلق إطلاقاً إزاء وفرة إمدادات الغاز الطبيعي المسال".
تُركز الجلسة التالية على بعض أكبر اقتصادات المنطقة، وتحدث فيها وزيرا مالية قطر، علي بن أحمد الكواري، وتركيا، محمد شيمشك، ووزير الاقتصاد السعودي، فيصل الإبراهيم. وقال الوزير الكواري إن قطر لا تزال تنظر إلى مصر بكونها فرصة استثمارية واعدة، وإن هناك فرصاً اقتصادية كبيرة للاستثمار في سورية.
الابتكار المالي
وأشاد الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، محافظ مصرف قطر المركزي رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، بأهمية منتدى قطر الاقتصادي، باعتباره منصة محورية تجمع صناع القرار والخبراء لتبادل الرؤى حول التحديات الاقتصادية ورسم الاستراتيجيات التي من شأنها أن تُسهم في تحقيق الاستقرار المالي والنمو المستدام.
وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن المنتدى يشكل فرصة مهمة لتسليط الضوء على المشاريع الرائدة التي أعلنها مصرف قطر المركزي في مجالات الابتكار المالي والحوكمة الرقمية، ضمن جهوده المستمرة لتعزيز تنافسية دولة قطر إقليمياً وعالمياً بوصفها مركزاً مالياً رقمياً، إضافة إلى الإسهام في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والنوعية نحو القطاع المصرفي وقطاع التكنولوجيا المالية.
وأكد أن المنتدى يعكس المكانة الاستراتيجية والموثوقية التي تحظى بها دولة قطر على الصعيد العالمي، نظراً لما تتمتع به الدولة من مقومات مميزة، في ظل مواصلة العمل على تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وتنفيذ أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030.
وأضاف أن مصرف قطر المركزي استطاع خلال الدورات الأربع السابقة للمنتدى أن يقدم رؤية واضحة وشاملة عن الاقتصاد القطري، ولا سيما في ما يتعلق بالسياسات النقدية وقدرة المصرف المركزي على إدارة تلك السياسات، حيث نجح في السيطرة على التضخم، لتكون قطر من بين الدول الأقل في نسبة التضخم، مع تحقيق نمو اقتصادي إيجابي، إضافة إلى التقدم الملموس في مجالات التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي، ما حظي بالإشادة من قبل المؤسسات المالية الدولية، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي.
وأشار إلى أن المنتدى يشكل فرصة للتشاور مع كبار المسؤولين حول القضايا المالية والتوجهات الاقتصادية، واستكشاف سبل التعاون لمواجهة التحديات التي تواجه الأسواق العالمية.
