ARTICLE AD BOX
علي إبراهـيم الدليمي
افتتح على قاعة الأورفلي للفنون في عمان، المعرض الاستعادي الكبير لأعمال الفنانة العراقية الرائدة وداد الأورفلي، بمناسبة ميلادها المديد ومسيرتها الإبداعية مع الفن، والذي نظمته عائلة الفنانة، المتمثلة بولدها عباس العزاوي.
وضم المعرض مجموعة كبيرة من أعمالها المتميزة، التي رسمتها طوال مسيرتها، والمتنوعة في أسلوبها الفني في عالم المنمنات.. وبعضها يعرض لأول مرة، وقد سبق وأن اقامت عدة معارض باسلوبها الواقعي المرسوم بالمنمنمات. التي كانت أشبه بعوالم خيالية حالمة.
الفنانة وداد مكي عبد الرحمن الأورفلي، التي ولدت عام 1929 في بغداد، وانتقلت إلى مدينة بعقوبة وهي طفلة، بحكم انتقال والدها بصفته رئيساً للمحاكم، تعلمت القراءة والكتابة وقراءة القرآن على يد الملاية صالحة، وهي في عمر أربع سنوات، فضلا عن جلب والدها معلمة لها في البيت لتدريسها، إلى أن دخلت الابتدائية.
فمنذ صغر سنها، عشقت أيضاً فن الموسيقى، حيث كانت تدندن ما تسمعه من الراديو من موسيقى وأغان، وكل ما هو شرقي وغربي في آن واحد، لتواصل بعدها تعلم الموسيقى أكاديميا على يد أستاذها بهجت وبدأت مواهبها تتفجر في عزف موسيقى الدانس.
في العام 1952، عُيّنت معلمة في مدرسة الكرخ النموذجية. وفي عام 1956، واصلت دراستها في كلية الملكة عالية بالصف الرابع قسم الخدمة الاجتماعية.
وفي الكلية، كان المرسم الذي يشرف عليه الفنان الدكتور خالد الجادر، وكانت وقتها ترسم على إسطوانات، فجمعتها وقدمتها للأستاذ الجادر، على أمل يعجب بها، فما كان من أستاذها إلا أن كسرها جميعها ورماها في سلة المهملات! وعادت يومها إلى البيت باكية، وقررت ألاّ تذهب بعدها إلى المرسم نهائيا، فما كان من والدها إلا أن حثها على الذهاب إلى أستاذها وتعتذر منه، لأنه أراد أن يكون لها الخير في كسر أسطواناتها!
وبالرغم من ثقل الأمر على نفسها، ذهبت واعتذرت للأستاذ الذي بادرها القول: أين أنت؟ دعاها إلى المرسم، وقال لها بالحرف الواحد: إذا كنتِ تريدين التقدم، اتبعي خطواتي والتزمي بما أقوله لك واتركي الرسم دون توجيه مني. وفعلا بدأت ترسم بإشرافه وتوجيهه على مدى سبع سنوات وكانت متأثرة جدا بألوانه.
وفي عام 1956، أقامت جمعية الفنانين العراقيين معرضا فنيا في النادي الأولمبي، وكانت من المشاركين فيه بلوحتين، كذلك شاركت في معرض الجمعية عام 1957 بلوحتين. فضلاً عن مشاركتها في معظم معارض جمعية الفنانين العراقيين.
وهي في الكلية، التحقت بمعهد الفنون الجميلة/ القسم المسائي، وتعرفت على الفنانة نزيهة سليم، وأصبحتا صديقتين حميمتين جدا، وأصبحت أيام فنانتنا الأورفلي مزدحمة بالعمل والدراسة، ففي الفترة الصباحية تقوم بالتدريس في مدرسة الثانوية الشرقية، وعند الساعة الثانية ظهرا تذهب إلى الدراسة بكلية الملكة عالية بالمرسم، وعند الخامسة عصراً تكون في المعهد!
ودرست سنتين على يد الفنان عطا صبري، ثم أكملت المراحل الأخيرة مع الفنان فائق حسن، فضلا عن مشاركاتها في جميع معارض معهد الفنون الجميلة ومعارض الكلية.
وهكذا كانت الفنانة الأورفلي ترسم تعبيراتها حتى هذه اللحظة من عمرها، لتنعطف نحو رسم المنمنمات، واستلهام الفولكلور البغدادي، وتتميز بعدها بهذا الأسلوب الرائع. كما لها الفضل الكبير بإنشاء أول قاعة فنية خاصة في بغداد باسمها (قاعة الأورفلي) عام 1983، بمعرضها الشخصي "تهاويل تراثية". حيث كانت منبرا في تعليم فن الرسم والموسيقى وتنظيم الأمسيات الثقافية والفنية الشاملة.
The post عمان تستضيف معرضا استعادياً للفنانة وداد الأورفلي appeared first on جريدة المدى.