ARTICLE AD BOX
طوال الأعوام الماضية، واجه قطاع التمريض في لبنان تحديات كبرى أسهمت في خسارة البلاد عدداً كبيراً من الكوادر التمريضية لديه. دفع الممرضون ثمناً باهظاً في الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد وألقت بثقلها على مختلف القطاعات.
ومع كل أزمة جديدة وتحدٍّ، زادت الأعباء وخسر لبنان المزيد من ممرضيه من ذوي الخبرة. في المقابل، أثبت الممرضون الذين اتخذوا قرار الصمود في البلاد حسّاً عالياً بالإنسانية والتفاني مؤكدين الدور الجوهري الذي يقومون به في القطاع الصحي خاصة، وفي البلاد عامة.
وبمناسبة اليوم العالمي للتمريض، شددت نقيبة الممرضين في لبنان عبير علامة على هذا الدور الذي يقوم به القطاع التمريضي على المستويين الصحي والاقتصادي، مع أهمية اتخاذ خطوات عديدة بهدف الحفاظ عليه وتعزيز مكانته.
هل استطاع قطاع التمريض تخطي التحديات التي واجهها خلال الأزمة؟
لا يزال قطاع التمريض يواجه تحديات مستمرة منذ بداية الأزمة إلى اليوم، رغم ذلك، أثبت أنه موجود بفضل القدرة الهائلة على الصمود. هذا ما أكدته علامة في حديثها مع "النهار" مشيرةً إلى أن شعار العام هو "دعم التمريض تعزيز للصحة وقوة للاقتصاد". فالتحديات التي مرّ بها القطاع كانت كثيرة، وكل ما واجهه الممرضون يؤكد أهمية الاستثمار في الصحة النفسية والجسدية الخاصة بهم ليستمروا بالعطاء في هذا القطاع الحيوي. فبالإضافة إلى أهمية تحسين أجور الممرضين، ثمة أهمية كبرى لتعزيز الصحة النفسية للمرضين وتوفير البيئة الداعمة لهم.
من جهة أخرى، تشير علامة إلى أهمية الحرص على أن يشعر الممرض بأنه في موقع صنع القرار في القطاع الصحي وأن يشارك في ذلك في الخطط والحملات الوطنية التي لها علاقة بالقطاع الصحية فلا يستبعد منها بل تكون مشاركته فعلية ليشعر بوجود دعم له في المجتمع بما أنه من المجتمع وإلى المجتمع. فطوال الأعوام الماضية، أثبت الممرض أهمية الدور الذي يقوم به والتفاني في خدمة المجتمع في مجالات عديدة مثل المستشفيات والمراكز الصحية والحضانات ودور العجزة وفي العناية التلطيفية. فوجوده في أيّ منها جوهري ولا غنى عنه، وعبر تعزيز دوره والتذكير به يمكن بناء مجتمع سليم قادر على مواجهة التحديات.
فلا بد من استعادة هذا الدور وإظهاره للمجتمع من جديد. وفي ذلك تؤدي وسائل الإعلام دوراً في تسليط الضوء على هذا الدور. وهذا ما يعود بالفائدة على القطاع الصحي والرعاية الصحية، والمجتمع، والاقتصاد في الوقت نفسه. فممّا لا شك فيه أن تعزيز دور القطاع التمريضي ينعكس على الاقتصاد عبر الحد من الحوادث ومن الكلفة الاستشفائية ومن معدلات دخول المستشفى. ويكفي ما يمكن أن يقوم به الممرض من دور في مساعدة المريض على إدارة مرضه بالطريقة المناسبة ليتجنّب أيّ حوادث تستدعي دخوله المستشفى.
من جهة أخرى، يسهم الممرض في توفير التغطية الصحية للمريض عبر دوره في استعادة وحفظ التاريخ الصحي للمريض الذي يرافقه ويرافق عائلته.
هل استعاد لبنان قسماً من ممرضيه الذين غادروا القطاع خلال الأزمة؟
بما أن التحدي لا يزال مستمراً، لا يزال القطاع يفتقر إلى أعداد كبيرة من ممرضيه الذين غادروه خلال الأزمة، ومنهم من تركوا المهنة. لذلك يجري العمل حالياً على تعزيز دور الممرضين الموجودين بالتعاون مع الجامعات والمجتمع والتشجيع على الانخراط في هذا القطاع عبر شتى الوسائل لتستعيد المهنة أهميتها المعودة. ويحصل ذلك بالتعاون مع وزارة الصحّة ونقابة المستشفيات وغيرهما من الجهات المعنية، إلى جانب العمل على تحسين الأجور وتعزيز البحث العلمي لتشجيع الكوادر الذي غادروا البلاد على العودة وتوفير الفرص لهم للتطوّر والاستثمار من خلال معرفتهم وخبراتهم في القطاع في لبنان.