قرى دهوك تتنفس الحياة بعد هدنة العماليين مع تركيا

12 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

 دهوك / سوزان طاهر

بعد أكثـر من ثلاثين عاماً على الحرب المستمرة، الدائرة بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية، برياً وجوياً، نالت محافظة دهوك الحصة الأكبر من الدمار، والتهجير، وثمن تلك الحرب.
عادت الحياة لتدب مجدداً، وتستعيد قرى مناطق العمادية وكاني مآسي وباطوفا وزاخو، ونيروه وريكان ودوسكي، وصولاً إلى عقرة، وضعها مجدداً، وسط أكوام من الخراب والدمار، بسبب أثار الحرب.

 

ثلث القرى مدمر
وكشف محافظ دهوك علي تتر أن نحو ثلث قرى المحافظة بات مدمرا وخاليا من سكانها جراء الصراع المسلح بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، مؤكداً أن دهوك أشد المناطق تضرراً في إقليم كردستان من هذا الصراع.
وقال تتر خلال مؤتمر صحفي إن "دهوك تعد الأكثر تضرراً في إقليم كردستان نتيجة الصراع المسلح الدائر بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، ونحو 30% من قرى المحافظة أصبحت مدمرة وخالية تماماً من سكانها".
وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن يوم 12 من شهر أيار/ مايو الجاري، عن حلّ نفسه وإنهاء "الكفاح المسلح" وجميع أنشطته، بعد حرب دامت 40 عاماً مع تركيا.
من جهة أخرى أكد عضو المجلس المحلي السابق في قضاء العمادية عمر سورجي، أن العمليات العسكرية والحرب الدائرة بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال، أدت لهجرة سكان أكثر من 250 قرية.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أنه "بعد الإعلان عن حل حزب العمال الكردستاني، فإن العديد من النازحين عادوا إلى قراهم، بعد سنوات من التهجير، نتيجة الحرب الدائرة".
وبين أنه "على الرغم من عودة النازحين، لكن أثار الحرب ماتزال موجودة، فالمتفجرات والمقذوفات الحربية، تحتاج جهداً حكومياً كبيراً، وتعاوناً من قبل الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، لإزالة مخلفات الحرب".

المخلفات الحربية
وأضاف أنه "فضلا عن المخلفات الحربية، فإن الفلاحين بحاجة لدعم حكومي، لإعادة أعمار مناطقهم، ومزاولة مهنة الزراعة، كونهم يشكلون النسبة الأكبر من مزارعي محافظة دهوك، وعموم إقليم كردستان".
وكشفت محافظة دهوك في بيان عن "مباشرة حكومة كردستان فعلياً في تنفيذ بعض مشاريع إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من بينها تعبيد طريق وادي بالند الواصل إلى منطقة نيروه وريكان، إلى جانب استكمال هذه المشاريع في مناطق أخرى مثل القرى الواقعة على سفوح جبلي كارة ومتين".
مواطنون من أهالي دهوك عبروا عن فرحتهم بإنتهاء النزاع بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني، عادين الأمر خطوة تعزز من استقرار المحافظة، اقتصادياً، وأمنياً.
روند وهو مواطن من أهالي قضاء العمادية أكد أن، الحياة عادت مجدداً لتنبض، وبتنا نصل إلى مناطق، لم نكن نصل إليها بسبب الحرب.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) أن "هنالك قرى ومصايف وواحات خضراء مطلة على الأنهر الصغيرة، وينابيع المياه، لم يكن المواطن يستطيع الوصول لها، بسبب الخوف، والعمليات العسكرية".
والآن، عادت الحياة لتلك المناطق، وهذا الأمر سيشجع القطاع السياحي، وينعش الاقتصاد في محافظة دهوك.
وفقاً لتحقيقات أجرتها منظمة CPT الأميركية، أُخليت أكثر من 400 قرية كانت تواجه خطر الإخلاء في محافظة دهوك، بينها 200 قرية في منطقة العمادية، و25 في عقرة، و30 في زاخو، و10 في قضاء شيخان. كما أُخليت 118 قرية في قضاء سيدكان بمحافظة أربيل.
بحسب نفس المنظمة، تمتلك تركيا 76 موقعاً عسكرياً في إقليم كوردستان، من بينها 67 مقراً و9 قواعد عسكرية، يقع نحو 50 منها ضمن حدود محافظة دهوك، تشمل 23 مقراً في مناطق العمادية، شيلادزي، كاني ماسي، بامرني، وديرلوك، و18 مقراً في زاخو.

عودة النازحين
وبحسب مصادر خاصة لـ(المدى) فإن أكثر من 650 عائلة نازحة لمناطقها في نهيلي وباطوفا، في دهوك، وقرى ناحية سيدكان في محافظة أربيل، كما أن عوائل أخرى ستعود خلال الأسبوع المقبل، والعائق الوحيد أمام عودة جميع العوائل، هو وجود المخلفات الحربية.
مختار قرية سنكر في قضاء العمادية حسن عادل أشار إلى أن، وقف العمليات العسكرية للأسبوع الثاني على التوالي، كان خطوة مهمة، أعادت الحياة مجدداً، وبدأ الأطفال والناس يمارسون وضعهم اليومي بشكل طبيعي.
وبين في حديثه لـ(المدى) أن "الحياة تعود شيئاً فشيء لأغلب القرى، ولكن هنالك قرى أخرى ماتزال تتواجد به القوات التركية، وتنتشر بها سيطرات عسكرية، ما منع عودة جميع العوائل النازحة".
وأضاف أن "الحرب التي استمرت لسنوات، دمر البنية التحتية، وأغلب الخدمات من ماء وكهرباء، بحاجة لإعادة الأعمار من قبل الجهات الحكومية المختصة".
وتابع أن "عودة النازحين ستسهم بتطوير اقتصاد المحافظة، كون أغلب القرى هي زراعية، تمتاز بوجود الآلاف من أشجار الزيتون والتين، والحمضيات".

The post قرى دهوك تتنفس الحياة بعد هدنة العماليين مع تركيا appeared first on جريدة المدى.

Read Entire Article