ARTICLE AD BOX

<p>النجم العالمي روبرت دينيرو المكرم الليلة بالسعفة الذهبية في الدورة الـ 78 من مهرجان كان (رويترز)</p>
قبيل انطلاق الدورة الـ 78 من المهرجان الذي افتتح للمرة الأولى عام 1947، فوجئ محبو السينما وصناعها والنجوم المدعوون إلى المهرجان كمشاركين أو ضيوف، بفرضه قواعد أربكت الجميع، إذ منع ضيوفه ارتداء الملابس العارية والشفافة والمخلة على سجادته الحمراء أو ضمن فعالياته.
ارتباك وصدمة
ولم يكتف البيان الصادر من المهرجان قبيل انطلاقه بساعات بذلك، بل منع أيضاً ارتداء الملابس الضخمة والفساتين ذات الذيل الطويل التي يتطلب عناية خاصة ومساحات كبيرة على السجادة الحمراء أثناء السير، مما يعرقل حركة الصحافيين والنجوم الذين يتابعون الأفلام والفعاليات، كما يتطلب حراسات ويحدث مشكلات متكررة بين المصورين والنجوم من جهة، وبين المسئولين عن الأمن والضبط في المهرجان.
وأثار القرار تعجب الجميع بخاصة أنه لم يفسح مساحة من الوقت لاستبدال ما أحضروه من أزياء قد تكون ضخمة ومبالغاً فيها، أو مخالفة للكود الجديد المستحدث خلال الساعات الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت الصدمة الأكبر من نصيب مصممي الأزياء الذين يستغلون المهرجان وسجادته الحمراء لاستعراض أحدث تصاميمهم، والتي بالتأكيد تغلب عليها المبالغة والابتكار غير المنطقي في كثير من الأحيان.
مفاجآت سياسية
ولم يمثل الأمر مفاجأة على مستوى الملابس والاحتشام والالتزام، بقدر الاحتجاجات والبيانات التي تعلقت بأحداث ترتبط بالسياسة والحروب والوضع الإنساني لبعض الدول التي تكبدت ويلات الصراعات الدامية، فقبل الانطلاق الوشيك للدورة الـ 78 من المهرجان والذي يستمر من الـ 13 وحتى الـ 24 من مايو (أيار) الجاري، وجه 380 من كبار صناع السينما رسالة مفتوحة نشرت عبر صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، وفيها إدانة لحال الصمت الدولي حيال ما وصفوه بالإبادة الجماعية في غزة، كما استحضرت الرسالة مقتل المصورة فاطمة حسونة التي قتلت بقصف إسرائيلي منتصف أبريل (نيسان) الماضي مع 10 من أفراد أسرتها ومنهم شقيقتها الحامل، وهي بطلة فيلم وثائقي سيعرض خلال الدورة بعنوان "ضع روحك على كفك وامش".
وانتقدت الرسالة سلبية المؤسسات الثقافية وعلى رأسها أكاديمية "أوسكار" بعد الاعتداء على المخرج الفلسطيني حمدان بلال، وجاء في البيان أن "سلوك 'أوسكار' يجعلنا نشعر بخيبة الأمل والخجل، وأن هناك ضغطاً سياسياً على بعض الدوائر السينمائية"، لتطالب الرسالة في نهايتها صناع السينما بكسر الصمت ونقل معاناة الضحايا إلى العالم، بدلاً من الاكتفاء بعرض القصص الخيالية.
ووقع على الرسالة نخبة من النجوم والمخرجين وصناع السينما ومنهم رالف فينيس و بيدرو ألمودوفار وسوزان ساراندون وريتشارد غير والمخرج السويدي روبن أوستلوند والكندي ديفيد كروننبرغ والإسباني خافيير بارديم، وتردد أن رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة، الفرنسية جولييت بينوش، كانت من بين الموقّعين على الرسالة في بدايتها، لكن اسمها غاب لاحقاً عن القائمة التي كشفت عنها "ليبيراسيون"، مما يعكس وجود ضغوط أو تردد داخل بعض الدوائر السينمائية.
من جانبها قالت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي اليوم الثلاثاء إن نجوم السينما الذين وقّعوا على الرسالة المفتوحة يؤدون دورهم، موضحة خلال زيارة إلى بروكسل أن "دورهم هو اتخاذ موقف والتعبئة في شأن ما يحدث في العالم".
أزمة أوكرانيا
ولم تكن القضية الفلسطينية الوحيدة الحاضرة ضمن الأجندة الخاصة بمهرجان "كان" السينمائي قبل انطلاق دورته الجديدة، بل نظم كذلك برنامجاً خاصاً بعنوان "ثلاثة أفلام من أجل أوكرانيا"، وعرض البرنامج اليوم في قصر المهرجانات بمدينة كان الفرنسية، وتضمن ثلاثة أعمال سينمائية تسلط الضوء على الحرب الأوكرانية، وأولها فيلم بعنوان "زيلنيسكي" (Zelensky) ويرصد رحلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من طفل سوفياتي في كريفي ريه إلى زعيم يقود بلاده في مواجهة واحدة من أعنف الحروب المعاصرة، مروراً بمحطاته الفنية ووصولاً إلى مركز القيادة السياسية.
أما الفيلم الثاني فهو "حربنا"(Notre Guerre) ويوثق يوميات القتال في جبهتي بوكروفسك وسومي بمرافقة كتيبة "آن دي كيف" المدعومة فرنسياً، كما يتضمن لقاء خاصاً مع الرئيس زيلينسكي وشهادات مدنيين يعيشون تحت القصف اليومي، والفيلم الثالث والأخير هو "2000 متر لأندرييفكا" (2000 Meters to Andriivka) للمخرج الأوكراني مستيسلاف تشيرنوف، الحائز جائزة "أوسكار" عن فيلمه "20 يوماً في ماريوبول"، إذ يستعرض الفيلم مهمة وحدة أوكرانية لاستعادة قرية أندرييفكا.
غادر يوماً
وسيعرض خلال الافتتاح فيلم "غادر يوماً" للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، ويشهد الحفل تكريم الممثل الأميركي روبرت دي نيرو بـ "السعفة الفخرية الذهبية"، وقد تولى دينيرو رئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان منذ 14 عاماً، كما فاز بـ "السعفة الذهبية" في المهرجان نفيه منذ 50 عاماً عن فيلم "تاكسي درايفر" للمخرج العالمي مارتن سكورسيزي.
وسيقدم لدينيرو الجائزة ليوناردو دي كابريو، شريكه على الشاشة في أحدث أفلام مارتن سكورسيزي، "كيلرز أوف ذي فلاور مون"، كما سيلقي دي نيرو المعروف بمعارضته العلنية لدونالد ترامب كلمة مرتقبة، وقد أعلن من قبل أنه يشعر بالقلق إزاء صعود الأنظمة الاستبدادية وتهديد الرئيس الأميركي بفرض ضريبة بنسبة 100 في المئة على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة
وسيجري أيضاً تكريم النجمة السينمائية الأسترالية نيكول كيدمان بجائزة "المرأة في الحركة" والتي تخصص للشخصيات التي تسهم في تعزيز مكانة النساء في السينما والمجتمع.
لجان التحكيم
وتترأس لجنة تحكيم "السعفة الذهبية" الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم اللجنة الممثلة الأمريكية هالي بيري والممثل الأمريكي جيرمي سترونغ والممثلة الإيطالية ألبا رورواشر والمخرجة الهندية بايال كاباديا والمخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس والمخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو والمخرج الكونغولي ديودو حمادي والكاتبة الفرنسية ليلى سليماني.
السعفة الذهبية
وأعلن المهرجان أن نحو 22 فيلماً روائياً طويلاً يتنافسون على جائزة "السعفة الذهبية" خلال هذه الدورة، ومن بين الأفلام المرشحة بقوة للفوز فيلم "ألفا" للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو والتي تحاول أن تكون ثاني مخرجة تفوز بالجائزة مرتين خلال أربعة أعوام بعد فوزها بفيلم "تيتان" عام 2021، وينافس كذلك فيلم "إيدينغتون" للمخرج أري أستر، وتدور أحداثه خلال جائحة "كوفيد-19" في بلدة صغيرة بنيومكسيكو، ويركز على التوترات بين الشريف ورئيس البلدية، ويشارك في بطولة الفيلم خواكين فينيكس وإيما ستون وبيدرو باسكال.
ويراهن بعض النقاد على فيلم "المخطط الفينيقي" للمخرج أندرو أندرسون، ويدور العمل حول رجل أعمال ثري يعين ابنته الوحيدة الراهبة وريثة لممتلكاته، مما يثير صراعات عائلية، وهو من بطولة بينيسيو ديل تورو ومن المقرر عرضه في دور العرض في الـ 28 من مايو الجاري.
مشاركة عربية
وتشارك السينما العربية في الأقسام الرسمية المختلفة بالمهرجان بأربعة أفلام وهي "نسر الجمهورية" للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، في المسابقة الرسمية، وفيلم "عائشة لا تعرف الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى في قسم "نظرة ما"، وفي القسم ذاته أيضاً يشارك الفيلم الفلسطيني "كان ياما كان في غزة" للمخرجين الفلسطينيين طرزان وعراب نصار، والفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري.
مهمة مستحيلة
وأعلن مهرجان "كان" السينمائي أن النجم الأميركي توم كروز سيشارك خارج المسابقة الرسمية في الدورة الـ 78 للمهرجان بفيلمه الجديد (Mission Impossible – The Final Reckoning)، وهو آخر جزء من سلسلة "مهمة مستحيلة" التي بدأت عام 1996، وسيعرض في قاعة لوميير الكبرى غداً الأربعاء بحضور مخرج العمل كريستوفر ماكوايري وطاقم الفيلم.
ويعد الجزء الأخير من فيلم "مهمة مستحيلة" المشاركة الثالثة للنجم الأميركي في المهرجان الأشهر عالمياً، إذ شارك عام 1992 بفيلم (Far and away)، وفي عام 2022 شارك بفيلم (Top Gun: Maverick) ونال حينها "السعفة الذهبية الفخرية"، كما شارك في محاضرة جماهيرية تحدث فيه عن مشواره وعن الفيلم الأخير.
يذكر أن حفل افتتاح الدورة الـ 78 من ستشهد عرضاً استثنائياً للمغنية الفرنسية الكندية ميلين فارمر، إذ ستقدم أغان جديدة للمرة الأولى صنعت لهذه المناسبة، وسيقدم حفل الافتتاح والختام الممثل الفرنسي لوران لافيت.