كانّ 78 يكرّم القلق الإنساني: نادية مليتي وفاغنر مورا يحصدان جوائز التمثيل

14 hours ago 2
ARTICLE AD BOX

في اختتام الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كانّ السينمائي، خطف الأداء الإنساني العميق الأضواء، متجلياً في تتويج نجمين من مشارب وتجارب متباعدة، يشتركان في الجرأة والصدق والقدرة على تجسيد هشاشة الإنسان وسط عواصف هويته وتاريخه.

من باريس إلى سلفادور... الجرأة
نادية مليتي، الطالبة الرياضية البالغة 23 عاماً، دخلت السينما من بوابة كانّ مباشرة، حيث نالت جائزة أفضل ممثلة عن أدائها الأول في فيلم "الأخت الصغيرة" للمخرجة حفصية حرزي، وهو عمل مقتبس من رواية سيرة ذاتية للكاتبة فاطمة دعاس.
في هذا الفيلم، جسّدت مليتي شخصية فاطمة، فتاة مسلمة تبلغ 17 عاماً، تصطدم باكتشاف مثليتها الجنسية وسط بيئة اجتماعية ودينية محافظة. الممثلة الشابة، التي اختيرت عبر اختبار أداء، وصفت قراءتها للكتاب بأنها "تجربة هزّتني... شعرت بالقرب منها، من خلفيتها، من سعيها للتحرر"، مؤكدة أنّ هذا الدور كان أشبه بمرآة داخلية، أكثر منه تمريناً تمثيلياً.

 

'الأخت الصغيرة' للمخرجة حفصية حرزي.

 

وفي الضفة الأخرى من العالم، حاز الممثل البرازيلي فاغنر مورا (48 عاماً) جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "العميل السري" لمواطنه كليبر ميندونسا فيليو.
في هذا الفيلم، يؤدّي مورا دور أستاذ جامعي تطارده السلطات في ظلّ دكتاتورية عسكرية غامضة. هذا العمل هو أول فيلم يصوّره الممثل في بلاده منذ عام 2012. وعن دوره، قال: "الشخصية التي أؤديها لا تريد سوى العيش بكرامة. للأسف، في الأوقات البائسة، يصبح التمسك بالكرامة فعلاً خطيراً".

مورا، الذي اشتهر عالمياً بعد تجسيده لشخصية بابلو إسكوبار في مسلسل "ناركوس"، عاد في هذا الفيلم إلى جذوره المسرحية والسينمائية البرازيلية، بعد مسيرة حافلة بين هوليوود وأوروبا، من "Elite Squad" إلى "Elysium"، مؤكداً أنّ العودة إلى البرازيل كانت أكثر من مجرد موقع تصوير: كانت عودة إلى السؤال الأساسي عن الحرية والعدالة.

 

الممثل البرازيلي فاغنر مورا في مهرجان كانّ. (أ ف ب)

 

تكريم مزدوج للجرأة في الحكي والتمثيل
ما جمع بين نادية مليتي وفاغنر مورا لم يكن فقط اعتلاءهما منصة التتويج، بل اختيارهما - كلٌ في سياقه - أن يمثّلا شخصيات تسير على الحافة: فتاة تسعى لاكتشاف ذاتها داخل قيود الهوية، ورجل يتمسّك بقيمه في وجه قمع سلطوي.
في لحظة تتصارع فيها السينما مع الرقابة والرقمنة والرقص فوق الألغام السياسية، بدا أن مهرجان كانّ هذا العام اختار أن يكرّم القلق الإنساني بوجهه الأكثر رهافة.

Read Entire Article