ARTICLE AD BOX
بعد سنوات من المجد والبطولات، طوى لوكا مودريتش (39 عاماً) صفحة استثنائية في مسيرته، بإعلانه مغادرته نادي ريال مدريد الإسباني، وسيودّع النجم الكرواتي، الذي صنع التاريخ بقميص الملكي، البرنابيو، بعد 13 عاماً، بعدما بات أحد أبرز لاعبي خط الوسط في العالم، تاركاً خلفه إرثاً من السحر والقيادة والإنجازات، التي لا تُنسى.
وتجاوز قائد منتخب كرواتيا العديد من الصعوبات القاسية، قبل أن يصبح لاعباً محترفاً في عالم كرة القدم، ففي سن السادسة، انقلبت حياة مودريتش رأساً على عقب، بعدما قُتل جده المقرب منه، على يد مليشيات صربية خلال حرب البلقان، بينما اضطر أفراد عائلته للعيش كلاجئين داخل وطن تمزقه الحرب.
وبحسب تقرير موقع تيليغرافي الألباني، ففي 8 ديسمبر/ كانون الأول 1991، هاجمت مليشيات صربية قرية مودريتش الصغيرة، ناشرة الرعب بين العائلات الكرواتية، التي لم تتمكن من الفرار، وكان الجد، لوكا مودريتش (الأكبر)، يحرس الماشية، عندما أسره مسلحون صرب، وأُعدم بوحشية مع خمسة من سكان القرية، في محاولة لإجبار بقية السكان على الهرب.
وترك هذا الحدث أثراً نفسياً عميقاً في قلب الطفل الصغير، الذي تربى إلى حد كبير في كنف جده، بينما كان والداه يعملان ساعات طويلة في مصنع للملابس، لتأمين لقمة العيش. وبعد الحادث، اضطرت العائلة إلى مغادرة القرية، واستقرت في فندق إيز بمدينة زادار، التي أصبحت لاحقاً موطناً ثانيًا لمودريتش.
ووسط ظروف إنسانية قاسية، دون كهرباء أو مياه شرب، ومع أصوات القنابل والرصاص، عاش لوكا، وأخته ياسمينا، حياة لا تخلو من الخطر، بما في ذلك التهديد الدائم بالألغام الأرضية. لكن تلك الظروف لم تمنعه من مطاردة حلمه، إذ بدأ بركل كرة صغيرة في مواقف السيارات خارج الفندق، حالماً بمستقبل أفضل.
وعلى الرغم من محن الحرب والفقر، لم يتوقف طموح الفتى، الذي أصبح نجماً عالمياً، بعدما نحت اسمه بين أساطير الكرة العالمية. ورافق الصمود الذهني مودريتش طوال مسيرته، حتى حينما رفضه بعض المدربين وهو في سن العاشرة، من بينهم نادي هايدوك سبليت الكرواتي، إلا أن المدرب توميسلاف باشيتش آمن بموهبته، وأخذه إلى فريق دينامو زغرب، حيث بدأت رحلة الصعود الحقيقي.
ومن هناك، انتقل إلى توتنهام هوتسبير الإنكليزي، ثم إلى ريال مدريد، لكي يصبح أحد أعمدة النادي الملكي، وأحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم. وتُوّج مودريتش بلقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد أكثر من مرة، وواصل تألقه في كأس العالم 2018، بعدما قاد كرواتيا إلى النهائي لأول مرة في تاريخها، محققاً المركز الثاني خلف فرنسا، والميدالية البرونزية في مونديال قطر 2022، كما حاز على جائزة الكرة الذهبية، كأفضل لاعب في العالم عام 2018.
