ARTICLE AD BOX
كشفت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، عن محاولة الاحتلال الإسرائيلي تصفية عدد من قادة الحركة الأسيرة في زنازين العزل الانفرادي، عبر قمع متواصل واعتداءات غير مسبوقة. وقالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) في بيان خاص "إن هناك محاولات لم نشهدها لتصفية عدد من قيادات الحركة الأسيرة المعزولين في زنازين انفرادية، عبر عمليات قمع متواصلة تستخدم فيها قوات القمع الأسلحة كافّة، وذلك امتداداً لسلسلة اعتداءات، وعمليات تعذيب، وإرهاب مارستها بحقهم وعلى نحوٍ غير مسبوق منذ بدء الإبادة في غزة".
وأكد البيان أن "التصعيد المستمر الذي تمارسه منظومة السجون الإسرائيلية المتوحشة، بحق الأسرى في مختلفة السجون والمعسكرات، يأخذ منحى أكثر خطورة مقارنة مع الشهور الماضية، إذ يشكل عامل الزمن اليوم، العامل الحاسم لمصير آلاف الأسرى والمعتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي".
واستشهد تحت التعذيب 69 أسيراً ومعتقلاً في سجون ومعسكرات الاحتلال منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة، وهم من أعلن الاحتلال عن هوياتهم. ويضاف إلى هذا الرقم غير المسبوق العشرات من الشهداء الذين يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم وتحديداً أولئك الذين اعتقلوا من غزة وقضوا تحت التعذيب.
وقال البيان إن "منظومة الاحتلال مستمرة في إنتاج المزيد من الأدوات والأساليب عبر ماكينة توحش تهدف إلى قتل وتصفية قيادات من الحركة الأسيرة، على نحوٍ ممنهج، تتشارك فيه أجهزة الاحتلال كافة، عبر مخطط واضح"، لافتاً إلى أنه وعلى مدار الفترة الماضية، تعرض العديد من الأسرى المحكومين بالمؤبد، ومن هم من قيادات الحركة الأسيرة، إلى اعتداءات ممنهجة ومتكررة، أدت إلى إصابة العديد بإصابات مختلفة ومتفاوتة، وتسببت لهم بمشكلات صحية صعبة ومزمنة، إضافة إلى جريمة التجويع التي تسببت بإصابتهم بهزال شديد، ونقصان حاد في الوزن.
وأشار البيان أن قوات الاحتلال نقلت في نهاية مارس/آذار الماضي، مجموعة من قيادات الحركة الأسيرة، من عزل سجن "ريمون" إلى زنازين سجن "مجدو"، وسط اعتداءات وعمليات تنكيل ممنهجة. وذكرت مؤسسات الأسرى أن الطواقم القانونية أجرت زيارات محدودة جداً لعدد من قيادات الأسرى "تحت ظروف مشدّدة، ورقابة عالية"، مشيرة إلى تشديدات يفرضها الاحتلال على زيارات أسرى المؤبدات وقيادات الحركة الأسيرة منذ الشروع بعزلهم وتنفيذ عمليات انتقام ممنهجة بحقهم على مدار الفترة الماضية. وقالت المؤسسات: "كل يوم يمر على الأسير المعزول منذ بداية الإبادة أصبح يشكل زمناً مضاعفاً، لا يمكن مقارنته بأي مرحلة سبقت الإبادة، واليوم فإن معنى العزل، يتخذ مستوى أكثر خطورة على مصير كل من يواجهه من الأسرى، في ظل الاعتداءات وحالة التحوش التي لا تتوقف على مدار الساعة بحقهم".
وبحسب المؤسسات، سُجلت العشرات من الشهادات بشأن تلك الاعتداءات، إلى جانب عمليات التعذيب، وعمليات الإرهاب التي رافقها تهديدات واضحة لعدد منهم بمحاولة تصفيتهم وعدم السماح لهم بالخروج أحياء من الأسر. ووفق معطيات تمكنت بعض الطواقم القانونية من خلال زيارات جرت مؤخراً لعدد منهم، فإن "هذه الاعتداءات فاقت مستوى الوصف والتصور، إذ تتعمد قوات القمع الاستمرار بالضرب حتى خروج الدم من أجسادهم، وتستخدم أنواع الأسلحة كافّو لضربهم والتنكيل بهم، من خلال الهراوات، والبساطير، إلى جانب الكلاب البوليسية المزودة بخوذة من حديد". وقالت المؤسسات إن غالبية هؤلاء الأسرى يعانون اليوم من إصابات، ورضوض وجروح إلى جانب معاناتهم على مدار الساعة من آلام وأوجاع في أجسادهم، الأمر الذي يحرمهم حتى من قدرتهم على النوم.
وحملت مؤسسات الأسرى الاحتلال كامل المسؤولية عن مصير آلاف الأسرى في السجون والمعسكرات ومنهم قادة ورموز الحركة الأسيرة. وجدّدت مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدولية بالمضي قدماً في "اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية الدولية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حدٍ لحالة العجز المرعبة التي طاولتها في ضوء الإبادة والعدوان المستمر، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب".
يذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتى بداية شهر مايو/أيار الجاري أكثر من عشرة آلاف ومئة، وهذا المعطى لا يشمل أعداد الأسرى والمعتقلين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فيما بلغ عدد الأسيرات 37، وعدد الأطفال أكثر من 400، وعدد المعتقلين الإداريين 3577، ومَن تصنفهم إدارة السّجون بالمقاتلين غير الشرعيين 1846.
