مجزرة في الأبيض وغارات جوية على الجنينة وتدهور إنساني بالفاشر

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>يحاول السودانيون استعادة حياتهم اليومية وسط ظروف صعبة خلفتها الحرب (أ ف ب)</p>

كثفت مقاتلات الجيش السوداني غاراتها العنيفة التي استهدفت لأكثر من مرة خلال أمس السبت مواقع وقواعد ومطارات ومناجم ذهب وأهدافاً استراتيجية أخرى بمناطق سيطرة قوات "الدعم السريع" في كل من مدن نيالا وزالنجي والجنينة بإقليم دارفور.

وأعلن مصدر عسكري أن طيران الحربي للجيش شن سلسلة غارات جوية أمس على مخازن للأسلحة والعتاد العسكري ومواقع الإمداد لـ"الدعم السريع" في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور ومطار مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، حيث نقلت الأخيرة إليه عملياتها اللوجيستية بعد إخراج الجيش لمطار نيالا عن الخدمة.

ضربات نوعية

قالت مصادر إن المقاتلات نفذت ضربات نوعية ضد أهداف دقيقة لتجمعات قوات "الدعم السريع" بفندق الضمان وسوق الملجة وحي المطار بمدينة نيالا، دمر خلالها مخزنين استراتيجيين للأسلحة والذخائر والمسيرات، كما أسفرت عن مقتل 76 ضابطاً برتب مختلفة، بينهم مرتزقة أجانب يعملون في تشغيل وإطلاق المسيرات. ووجه ضربات مؤثرة استهدفت أكبر مناجم الذهب التابعة لـ"الدعم السريع" في جبل عامر نحو (100) كيلومتر شمال مدينة الفاشر في شمال دارفور غرب السودان.

وأكدت المصادر نفسها أن قوات الجيش "متحرك الصياد" حققت انتصارات كبيرة بتحريره منطقة العيارة على بعد 20 كيلومتراً غرب مدينة الأبيض، كما بسطت سيطرتها على مدينة أم صميمة آخر النقاط الحدودية بين ولايتي شمال وغرب كردفان، فيما اعترضت المقاتلات الحربية رتلاً عسكرياً متحركاً للميليشيات كان متوجهاً من منطقة الخوي نحو مدينة الأبيض.

بورتسودان مجدداً

في العاصمة الإدارية بورتسودان تصدت الدفاعات الجوية للجيش السوداني أمس لهجوم بالطائرات المسيرة لليوم السابع على التوالي على المدينة. وقالت قوات "الدعم السريع" على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي إن الهجمات استهدفت مخازن للذخائر والوقود في قاعدة جبيت العسكرية بالمدينة.

وذكرت مصادر محلية أن الدفاعات الجوية للجيش تصدت أمس لهجمات طائرات مسيرة جديدة على محلية جبيت، ولم يصدر بيان أو تعليق رسمي من جانب الجيش.

وأفاد سكان بالمنطقة بسماع دوي المضادات الأرضية للجيش وهي تسقط طائرة مسيرة فوق سماء المنطقة ومشاهدتهم دخان قرب مكان سقوطها بمحيط المنطق.

مجزرة الأبيض

ارتفع عدد ضحايا مجزرة سجن الأبيض نتيجة مهاجمته بطائرة مسيرة في هجومها الثاني على التوالي على مدينة الأبيض بشمال كردفان إلى 21 قتيلاً و47 مصاباً من نزلاء السجن تم نقلهم للمستشفيات لتلقي الرعاية الطبية، بحسب تحديث لشبكة أطباء السودان.

ودانت الحكومة على لسان خالد الإعيسر وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسمها استهداف سجن مدينة الأبيض بطائرة مسيرة تسببت في مجزرة بشرية ووصفته بأنه عمل إرهابي وجريمة حرب مكتملة الأركان، تضاف إلى سجل الميليشيات وداعميها الحافل بالانتهاكات ضد المدنيين السودانيين.

توقف النفط

في أعقاب تكرر هجمات مسيرات قوات "الدعم السريع" على البنية التحتية النفطية أبلغت الحكومة السودانية دولة جنوب السودان بإغلاق خط الأنابيب الناقل النفط الخام الخاص به للتصدير.

وفي رسالة إلى نظيره بجنوب السودان أبلغ وزير النفط السوداني المكلف محيي الدين نعيم سعيد نظيره الجنوب سوداني دينق لوال بأن الهجمات المستمرة على المنشآت النفطية في السودان أثرت في القدرة على إدارة عمليات التصدير، وتسببت في خسائر جسيمة لاقتصاد البلدين وللمستثمرين الأجانب.

أزمات وانفراج

لا تزال بورتسودان تعاني انقطاع الكهرباء لليوم السابع على التوالي، بينما يستمر توقف الرحلات الخارجية بالمطار المدينة شهدت أزمة المواد البترولية تراجعاً في حدتها وانفراجاً ملحوظاً في الإمدادات.

وقال شهود عيان إن هناك انخفاضاً في أعداد طوابير السيارات المصطفة أمام محطات الوقود بالمدينة خلال اليومين الماضيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت وزارة الطاقة والنفط انتظام انسياب إمدادات الوقود بين المستودعات ومحطات الخدمة بالعاصمة الإدارية وجميع مدن الولايات الأخرى، متهمة بعض المتعاملين في سوق الوقود بمحاولة استغلال الطوابير ورفع أسعار الوقود في بعض مناطق بورتسودان. ونفت وجود أزمة للوقود في بالبلاد وأن كل الولايات تحصل على حصص كافية منه.

رعب وتدهور

في محور دارفور حذرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر من التدهور المتسارع للوضع الإنساني في ظل غياب أي تدخل فعال أو إغاثة عاجلة واستمرار القصف العشوائي على الأحياء السكنية شمال المدينة من دون تمييز في وقت تحلق فيه الطائرات المسيرة الانتحارية في سماء المدينة مستهدفة أيضاً مناطق المدنيين والمرافق الحيوية في الجهات الجنوبية والشمالية والغربية.

أضاف بيان للتنسيقية أن القصف المتكرر يبدأ صباح كل يوم متبوعاً بهدوء حذر، ثم لا يلبث أن يتحول إلى موجة جديدة من الهجمات، مما يزيد من أعداد الضحايا ويوسع رقعة الدمار.

وأدى قصف عشوائي مكثف أمس إلى 14 قتيلاً من المدنيين بمعسكر أبوشوك للنازحين، بينهم أسرة كاملة، وإصابة آخرين في معسكر أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر، وفقاً لغرفة طوارئ المعسكر.

سيطرة وتأهب

أشار البيان إلى أن سكان الفاشر باتوا يعيشون في حال رعب دائم، لا يعلمون متى وأين ستقع القذيفة التالية وعلى رغم تردي الأوضاع، يواصلون صمودهم اللافت، محاولين إسعاف الجرحى بما توفر لديهم، ويتقاسمون ما تبقى من الخبز والماء.

وأكدت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر أن الأوضاع بالمدينة تحت السيطرة التامة وأن القوات على أتم الاستعداد للدفاع عنها ودحر أي هجوم يستهدفها. وأشارت الفرقة في تعميمها الصحافي أمس إلى أن فرق قوات الجيش والقوات المساندة تواصل عمليات التمشيط في أحياء ومحيط المدينة لمنع أي عمليات تسلل من عناصر الميليشيات المتمردة إلى داخل الفاشر.

مساعدات بالعاصمة

في محور العاصمة الخرطوم أكدت لجان مقاومة العباسية أن قوات الجيش تنفذ حالياً آخر عملياتها في أقصى غرب أم درمان تمهيداً لإعلان السيطرة الكاملة على العاصمة. وأشارت اللجان إلى أن قوات سلاح المهندسين والمجموعات المساندة لها سيطرت أمس السبت على كامل منطقة البنك العقاري بعد تضييق الحصار على "الدعم السريع" هناك تمهيداً للالتقاء مع القوات المتقدمة من محلية أم بدة جنوب أم درمان نحو منطقة (الكسارات) المتاخمة لمنطقة الصالحة غرب المدينة.

ووصلت إلى العاصمة الخرطوم قافلة مبادرة رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش أول عبدالفتاح البرهان (إيد على إيد) لدعم أسر الشهداء والنازحين المتضررين من الحرب، والتي انطلقت قبل أسبوعين من بورتسودان تحت شعار (عافية وطن). وقدم برنامج الغذاء العالمي مواد إغاثية عاجلة لعدد 4 آلاف أسرة ضمن المرحلة الأولى من المساعدات الإنسانية لمواطني العاصمة.

وشددت السلطات المحلية والشركاء على ضرورة إحكام التنسيق والالتزام بسرعة انتظام انسياب الإغاثة للمتضررين حسب الكثافة السكانية مع مراعاة عدالة توزيع المساعدات الإنسانية وتغطية المناطق المستهدفة نسبة إلى حوجة الملحة التي نشأت في أعقاب تحرير المحلية من قوات "الدعم السريع".

دور خارجي

إلى ذلك دعا رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بالتحالف الديمقراطي الثوري (صمود) عمر يوسف الدقير إلى دور خارجي إيجابي يساعد في الوصول لاتفاق إيقاف إطلاق النار، واستنفار وتنسيق الجهود لمواجهة الكارثة الإنسانية، والحل السياسي الذي هو مسؤولية السودانيين، ومن ثم إعادة الإعمار التي تتطلب رؤية وطنية استراتيجية لتشجيع انسياب الحاجات المالية والفنية وفق صيغ تشاركية تحقق المنفعة المتبادلة مع المساهمين في مختلف مجالات إعادة الإعمار.

يعتقد الدقير أن منبر جدة لا يزال يمثل آلية مناسبة لاستئناف التفاوض بناءً على ما سبق التوافق عليه شريطة أن تتوفر إرادة صادقة لتحقيق السلام وأن تقرن جهود المنبر بتنسيق فعال مع القوى الدولية والإقليمية الأخرى مع الاستفادة من أية تفاهمات تمت بين الطرفين في منابر أخرى مثل اتفاقية المنامة والالتزامات الإنسانية التي يسرت الوصول إليها الأمم المتحدة.

جولة ترمب

أعرب القيادي في "صمود" عن أمله في أن تدفع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخليجية التي تبدأ غداً الإثنين وتشمل كل من السعودية وقطر والإمارات، في اتجاه استئناف جهود تيسير التفاوض عبر منبر جدة برؤية أكثر شمولاً وفاعلية، وأن تسهم في إعادة اهتمام العالم بما يجري في السودان وتداعياته الكارثية على شعبه، وتنسيق الجهود الدولية والإقليمية لدعم مسار السلام الشامل في البلاد.

وشدد رئيس حزب المؤتمر السوداني على أن مفتاح الحل يظل في أيدي السودانيين مدنيين وعسكريين إذا اختاروا طريق التفاوض والحوار لطي صفحة الحروب وخلاص وطنهم من أزمته المزمنة باستئصال جذور أسبابها والتهيئة لبذر ثمار السلام والتعافي الوطني والحرية والعدالة والنهضة الشاملة.

دفع أميركي

دولياً دعا أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي إدارة ترمب إلى قيادة تحرك دولي لوقف الحرب ومحاسبة مرتكبي الجرائم ومنع تمويلهم من جهات خارجية. وحذرت مذكرة وجهها ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بقيادة السيناتور مارك وارنر من أن استمرار الحرب بالسودان لا يهدد فقط ملايين المدنيين هناك، لكنه يمثل أيضاً تهديداً مباشراً للمصالح الأمنية الأميركية في المنطقة. ودعت المذكرة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تعيين مبعوث خاص جديد للسودان ومحاسبة الجهات السودانية والإقليمية المتورطة في تأجيج النزاع الذي يشهد تصاعداً غير مسبوق في العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، معتبرة أن الوضع يتطلب تدخلاً أميركياً حازماً.

إخماد حرائق

أعلن الدفاع المدني السوداني، اليوم الأحد، السيطرة "تماماً" على الحرائق التي اندلعت في المستودعات النفطية الرئيسة ومواقع أخرى في مدينة بورتسودان التي تتخذها الحكومة المرتبطة بالجيش مقراً منذ اندلاع الحرب مع قوات "الدعم السريع" قبل عامين.

وقال مدير الدفاع المدني عثمان عطا في بيان، "سيطرنا تماماً على كل الحرائق بالمستودعات الاستراتيجية والمواقع المختلفة في بورتسودان في ظل ظروف بالغة التعقيد ومخزونات بترولية بكميات كبيرة"، وذلك من خلال "خطة عمل محكمة وبمجهودات كبيرة".

وكانت السلطات الموالية للجيش اتهمت قوات "الدعم السريع"، الإثنين الماضي، بشن هجوم بمسيرة أدى إلى اشتعال النيران في مستودع الوقود الرئيس في المدينة الواقعة بشرق البلاد على البحر الأحمر. وحذرت في حينه من "كارثة محتملة" في المنطقة جراء انتشار النيران في مستودعات "ممتلئة بالوقود".

وبقيت بورتسودان في منأى إلى حد كبير عن أعمال العنف التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 مع اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وإضافة إلى اتخاذها مقراً موقتاً للحكومة، انتقلت إلى بورتسودان المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية ومئات الآلاف من النازحين. لكن المدينة تتعرض منذ الأحد الماضي لهجمات يومية بالمسيرات، يتهم الجيش قوات "الدعم السريع" بشنها.

 

 

وعطلت هذه الهجمات مرافق حيوية مثل مستودع الوقود ومحطة الكهرباء الرئيسين وميناء بورتسودان ومطارها المدني الدولي الذي يعد "شريان الحياة للعمليات الإنسانية"، بحسب الأمم المتحدة.

وأفاد مصدر عسكري، أمس السبت، بأن "المضادات الأرضية لمنطقتي جبيت وسنكات العسكريتين... غرب بورتسودان أسقطت مسيرتين كانتا تستهدفان منشآت في المنطقة".

إلى ذلك أفاد شهود بأن طائرات مسيرة استهدفت مطار مدينة عطبرة بولاية نهر النيل في شمال السودان.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الحرب الدائرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، مع لجوء كل طرف إلى أسلحة بعيدة المدى لاستهداف مناطق يسيطر عليها الآخر.

وباتت قوات "الدعم السريع" تعتمد بصورة أساسية في هجماتها على الطائرات المسيرة والأسلحة بعيدة المدى التي تمكنها من استهداف مواقع تابعة للجيش في مناطق كانت تعد آمنة نسبياً، وتقع على مسافات بعيدة من معاقلها. في المقابل، يعول الجيش بصورة متزايدة على سلاح الجو وامتلاكه طائرات مقاتلة.

وقسمت الحرب السودان إلى مناطق نفوذ بين الجيش و"الدعم السريع". ويسيطر الأول على وسط وشرق وشمال البلاد ومعظم الخرطوم، بينما يسيطر الثاني على معظم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.

وتسبب النزاع في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح 13 مليوناً، وأزمة إنسانية تعدها الأمم المتحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث.

subtitle: 
الجيش تتصدى لهجوم جديد في بورتسودان ويحرر مناطق شمال كردفان
publication date: 
الأحد, مايو 11, 2025 - 09:15
Read Entire Article