محادثات تجارية جديدة بين واشنطن وبكين على هامش اجتماع "أبيك"

تجددت المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، اليوم الخميس، في كوريا الشمالية وذلك بعد أيام قليلة من اجتماعهم في سويسرا، حيث اتفق الطرفان على تعليق بعض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً والتقى مسؤولون أميركيون وصينيون لإجراء محادثات تجارية في جزيرة جيجو، جنوب كوريا الجنوبية، على هامش اجتماع وزراء التجارة لدول منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الذي انطلقت فعالياته اليوم وتستمر ليومين.

وقال مسؤول كوري جنوبي مطلع على الموضوع، إن الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير جلس مع نظيره الصيني، كبير المفاوضين التجاريين لي تشنغقانغ، في جيجو، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية. ولم يتم تقديم أي تفاصيل إضافية حتى الآن، كما لم ترد السفارة الأميركية في سيول على طلب لتأكيد الاجتماع.

وانطلقت اليوم الخميس في جزيرة جيجو، مباحثات وزراء التجارة لدول منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) لمعالجة التحديات التي تواجهها التجارة العالمية وسط تصاعد السياسات الحمائية. ويشارك في الحدث الذي يستمر يومين كبار المسؤولين التجاريين من الدول الأعضاء الـ21، فضلاً عن كبار المسؤولين من منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بحسب وكالة "يونهاب" الإخبارية الكورية الجنوبية.

وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي جيونغ إن-كيو في كلمته الافتتاحية: "إن البيئة العالمية المحيطة باقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ تواجه اليوم مجموعة من التحديات"، مسلطاً الضوء على حالة عدم اليقين في التجارة وسلاسل التوريد. وأضاف أن "المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي خفضت توقعاتها للتجارة العالمية والنمو الاقتصادي". 

من المقرر أن يجري وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري الجنوبي آن دوك-غيون محادثات يوم الجمعة مع الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير على هامش الاجتماع. ومن المتوقع أن يناقش الجانبان تدابير متابعة للمشاورات التجارية رفيعة المستوى التي عقدت في واشنطن الشهر الماضي، حيث اتفق البلدان على صياغة صفقة "حزمة شاملة" بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وقضايا التعاون الاقتصادي بحلول أوائل يوليو/تموز.

وقد فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية متبادلة على كل دولة، بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 25% على كوريا الجنوبية، ابتداء من التاسع من إبريل/نيسان، ولكنها قررت بعد وقت قصير تعليقها لمدة 90 يوماً للسماح بالمفاوضات. وبحسب "يونهاب" اقترحت حكومة سيول توسيع التعاون الثنائي في قطاعي بناء السفن والطاقة بوصفه جزءاً من الجهود الرامية إلى خفض الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الكورية. ويتطلع المراقبون أيضاً إلى إمكانية عقد اجتماع بين الممثل التجاري الأميركي والممثل التجاري الجديد للصين، لي تشينغانغ، على هامش الاجتماع في جيجو.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت الولايات المتحدة والصين بشكل مشترك أنهما توصلتا إلى اتفاق تجاري في جنيف بسويسرا، لخفض الرسوم الجمركية مؤقتاً لمدة 90 يوماً لإجراء المزيد من المفاوضات. وبموجب الاتفاق، ستخفض الولايات المتحدة رسومها الجمركية على السلع الصينية إلى 30% من 145% حالياً، في حين ستخفض الصين رسومها الجمركية على السلع الأميركية إلى 10% من 125%. وتُعد هذه الهدنة في الحرب التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم مصدر راحة لبعض الشركات التي تأثرت بشدة بارتفاع التكاليف بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة. ومع ذلك، فإن هذا التعليق مؤقت فقط، ويجب على الشركات أيضاً أن تأخذ في الاعتبار مصير الرسوم الجمركية التي تؤثر على كوريا الجنوبية، واليابان، وفيتنام، ودول أخرى أعلنتها الولايات المتحدة ثم علقتها لاحقًا.

وفقاً للبيانات الرسمية الصينية، انخفضت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 21% في إبريل مقارنة بالعام السابق، بعد فرض رسوم جمركية جديدة في بداية الشهر. كما تراجعت واردات السلع الأميركية إلى الصين بنسبة تقارب 14% خلال الشهر الماضي. ومن المتوقع أن يؤدي الخفض الكبير في الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، الذي أُعلِن في جنيف، إلى تغيير هذا الاتجاه، حيث من المرجح أن تسارع الشركات إلى شحن البضائع من الصين إلى الولايات المتحدة قبل احتمال رفع الرسوم الجمركية مرة أخرى.

(وكالات، العربي الجديد)