مخاطر قلة النوم على الصحة الجسدية والعقلية

1 week ago 5
ARTICLE AD BOX

مع تسارع وتيرة الحياة اليومية، أصبح النوم الجيّد رفاهية يفتقدها كثيرون. فمع الضغوط المهنية، والتوترات النفسية، والانشغال المستمر بالأجهزة الذكية، يتراجع عدد ساعات النوم بشكل ملحوظ لدى فئات واسعة من الناس. لكن ما قد لا يدركه الكثيرون هو أن النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل حاجة بيولوجية أساسية تؤثر بشكل مباشر على صحتنا الجسدية والعقلية، إذ تشير الدراسات إلى وجود رابط وثيق بين قلة النوم والتأثير السلبي على عدة نواحٍ صحية.

كيف تؤثر قلة النوم على صحتنا؟

إضعاف المناعة

يُنتج الجهاز المناعي أثناء النوم موادَّ واقية تُكافح العدوى، مثل الأجسام المضادة والسيتوكينات التي تُستخدم لمحاربة الأجسام الغريبة كالبكتيريا والفيروسات. كما تُساعد بعض هذه السيتوكينات على النوم، مما يزيد من كفاءة الجهاز المناعي في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمنع الجهاز المناعي من بناء قواه؛ وقد لا يتمكن الجسم من صدّ هذه الأجسام، ومن ثم يستغرق التعافي من المرض وقتًا أطول. كما أن الحرمان من النوم لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب.

السمنة ومرض السكري

يُعدّ الحرمان من النوم أحد عوامل الخطر لزيادة الوزن والسمنة، بسبب العلاقة المباشرة بين النوم ومستويات هرمونات الجوع (الغريلين) والشبع (اللبتين). فبدون نوم كافٍ، يُقلل الدماغ من مستوى اللبتين ويرفع مستوى الغريلين الذي يُحفّز الشهية. كذلك، يؤدي قلة النوم إلى الشعور بالتعب الشديد، مما قد يمنع من ممارسة النشاط البدني، ويؤدي بمرور الوقت إلى زيادة الوزن بسبب عدم حرق سعرات حرارية كافية وعدم بناء كتلة عضلية. يُؤدي الحرمان من النوم أيضاً إلى إفراز الجسم لكمية أقل من الأنسولين بعد تناول الطعام. وبما أن الأنسولين يساعد على خفض مستوى السكر في الدم (الغلوكوز)، فإن هذا الخلل يُضعف قدرة الجسم على تحمل الغلوكوز، ويزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهي حالة قد تتطور إلى داء السكري والسمنة.

أمراض القلب

يؤثر النوم في العمليات الحيوية التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ضغط الدم، وسكر الدم، ومستويات الالتهاب. كما يلعب دوراً مهماً في قدرة الجسم على شفاء وإصلاح الأوعية الدموية والقلب. ووجدت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما ربطت إحدى الدراسات بين الأرق وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الاضطرابات العصبية والنفسية

النوم ضروري للحفاظ على صحة الجهاز العصبي. فأثناء النوم، تتشكّل مسارات بين الخلايا العصبية (العصبونات) في الدماغ تُساعد على ترسيخ الذكريات والمعلومات. إلا أن الأرق المزمن قد يُعطّل طريقة معالجة الجسم للمعلومات. ويؤثر الحرمان من النوم سلباً على القدرات العقلية والحالة النفسية والعاطفية، مما يؤدي إلى قلة الصبر أو تقلبات المزاج، ويمكن أن يؤثر كذلك على عمليات صنع القرار والإبداع. وإذا استمر الحرمان من النوم لفترات طويلة، فقد يؤدي إلى القلق والاكتئاب والسلوك الاندفاعي، بل وقد تصل الحالة إلى الهلوسة، أي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة في الواقع. كما قد يُؤدي قلة النوم إلى نوبات من الهوس لدى المصابين باضطراب المزاج ثنائي القطب.

أمراض الجهاز التنفسي

هناك ارتباط وثيق بين النوم وصحة الجهاز التنفسي، فاضطراب التنفس الليلي المعروف باسم "انقطاع النفس أثناء النوم" (OSA) يمكن أن يُعيق النوم ويُقلل من جودته. والاستيقاظ المتكرر ليلًا وقلة ساعات النوم يزيدان من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا. كما يمكن أن يُفاقم الحرمان من النوم من حدة أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مثل أمراض الرئة.

زيادة خطر الإصابة بالسرطان

وفقاً لبيان صادر عن الجمعية الأميركية للطب الرياضي (AASM)، فإن قلة النوم ترتبط بارتفاع معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البروستاتا.

Read Entire Article