ARTICLE AD BOX
تستفيد أكثر من ثلاثة آلاف عائلة لبنانية متضرّرة من الحرب الإسرائيلية الأخيرة من برنامج مساعدات نقدية مدته ثلاثة أشهر، يموله صندوق قطر للتنمية عبر الهلال الأحمر القطري، وجرى إطلاقه أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي بوزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، بحضور السفير القطري في بيروت، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
وحمل المؤتمر الصحافي عنوان "الطريق إلى الاستقرار لدعم العائلات اللبنانية الأكثر فقراً من المتضررين خلال الحرب"، وأشاد السفير القطري بالمشروع "الذي يأتي في وقت يمر فيه لبنان بظروف تستدعي مساندته لتخطي أزمات الحروب التي عانى منها مؤخراً".
وأضاف: "يعكس اسم المشروع أهمية الاستقرار الذي يصبو إليه الشعب اللبناني بأطيافه كافة، وتحرص دولة قطر على الحفاظ عليه من خلال الدعم اللامحدود، كي يسير لبنان على درب النهوض والتعافي. هذا الدعم يجسّد التزام قطر بالوقوف إلى جانب لبنان في المجالات كافة، لا سيما الإنساني والتنموي، وسوف يسهم في تعزيز قدرة أكثر من ثلاثة آلاف أسرة على الصمود وتخطي الأزمات الراهنة".
وتابع: "الشراكة مع المؤسسات الرسمية اللبنانية، ومع وزارة الشؤون الاجتماعية تحديداً، سيكون لها أثر إيجابي لضمان وصول الدعم المالي المقدم من الهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية إلى العائلات الأكثر حاجة، كما سيعزز التعاون الثنائي بين قطر ولبنان".
وردّاً على سؤال لـ"العربي الجديد"، حول نيّة قطر توسيع المشروع في مراحل لاحقة، أكد السفير القطري أن بلاده مستمرة في دعم لبنان، وسوف تفتتح جمعية "قطر الخيرية" مكتبها في بيروت خلال الأشهر المقبلة، وستكون داعمة للهلال الأحمر القطري في تنفيذ برامج المساعدات الإنسانية.
من جهتها، عبّرت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية حنين السيد عن سعادتها بإطلاق المرحلة الثانية من مشروع "الطريق إلى الاستقرار"، والموجّه لدعم العائلات اللبنانية الأكثر هشاشة، بشراكة وثيقة بين وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج "أمان"، وبدعم من صندوق قطر للتنمية، وتنفيذ الهلال الأحمر القطري.
وقالت السيد: "هذا المشروع ليس مبادرة منفصلة، بل يشكّل دفعة نوعية ضمن مسار أوسع تقوده الدولة عبر برنامج (أمان)، والذي يُعدّ اليوم العمود الفقري لشبكات الحماية الاجتماعية، ويخدم نحو 800 ألف شخص من الأسر الأكثر ضعفاً. نقدّر دعم الهلال الأحمر القطري، والذي أثبت مراراً التزامه بعمل إنساني محترف ويحترم الكرامة، مع الامتنان لصندوق قطر للتنمية ولدولة قطر الشقيقة، على هذا الدعم النوعي الذي يؤكد أن الروابط بين بلدَينا إنسانية واجتماعية واقتصادية وتنموية. هذا المشروع ليس مجرد مبادرة دعم، بل هو تعبير عملي عن التزام مشترك بين بلدَينا ببناء شبكات حماية اجتماعية تحفظ كرامة الإنسان، وتمنح الأسر المحتاجة فرصة حقيقية للاستقرار".
ولفتت الوزيرة اللبنانية إلى أن "المشروع ينفذ في وقت دقيق، إذ يواجه اللبنانيون أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة منذ سنوات، إضافة إلى حرب وحشية دمرت البنية التحتية، وزادت من حدّة الأزمات القائمة. أتطلّع إلى أن تكون هذه المبادرة نموذجاً لما نطمح إليه جميعاً من شراكة مبنية على الثقة، ومسؤولية مشتركة، واستثمار حقيقي في الإنسان".
بدوره، أبدى مساعد أمين عام الهلال الأحمر القطري، محمد أحمد البشري، اعتزازه بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، وقال: "نثمّن العطاء المتواصل لصندوق قطر للتنمية. هذا المشروع يهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي للأسر اللبنانية والسورية الأكثر ضعفاً، وتشمل المرحلة الأولى دعم الأسر السورية الأكثر حاجة في لبنان بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليوم نشهد إطلاق المكوّن الخاص بدعم الأسر اللبنانية المتضرّرة من التصعيد الإسرائيلي الأخير بتعاون وثيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، واستناداً إلى المسح الميداني الذي تقوم بها فرق الوزارة، بهدف ضمان وصول الدعم إلى الأسر الأشد تضرراً من تبعات الأزمات المتلاحقة".
وكشف البشري أن "3,325 أسرة لبنانية سوف تستفيد من مساعدات نقدية مباشرة لمدة ثلاثة أشهر، بقيمة 145 دولاراً أميركيّاً كل شهر، لتخفيف الأعباء الاقتصادية المتزايدة. المشروع تعبير حقيقي عن التزامنا الإنساني تجاه العائلات التي تعاني ظروفاً معيشية قاسية، فالكرامة الإنسانية لا تتجزأ، ودعم الفئات الأكثر هشاشة واجب أخلاقي قبل أن يكون مسؤولية مؤسسية".
