مطار بغداد الدولي: الواجهة الزفت لبلد غني بالنفط!

1 week ago 19
ARTICLE AD BOX

مطار بغداد الدولي: الواجهة الزفت لبلد غني بالنفط!

رغم أن العراق يُعد من أغنى دول العالم من حيث الثروات النفطية، ويحتل مراتب متقدمة في احتياطي الذهب الأسود، إلا أن الزائر لمطار بغداد الدولي ــ بوابة البلاد الأولى ــ يُصدم من الواقع المزري والخدمات المتدهورة التي تفتقر لأبسط معايير الجودة والاحترام.

في عالم يُعد فيه المطار صورة مصغرة تعكس قوة الدولة وتحضّرها، يبدو أن مطار بغداد ما زال عالقًا في زمن الإهمال، والفساد، واللا مسؤولية، وكأنه لم يمر عليه تحديث منذ عقود، في حين تُضخ المليارات سنويًا في قطاعات يفترض أن تُصلح هذا الواقع.


من الواجهة الحضارية... إلى الواجهة المتهالكة

مطار بغداد ليس مجرد مرفق خدمي، بل هو أول ما تقع عليه أعين الزوار، وأول انطباع يتكوّن لدى المستثمرين، والوافدين، والسياح. ومع ذلك، فإن ما يواجهه المسافر فيه يتراوح بين:

  • قاعة متهالكة لا تليق حتى بمحطة حافلات ريفية.

  • دورات مياه تفتقر للنظافة والتهوية والورق الصحي!

  • أنظمة فوضوية في التفتيش والجمارك وطوابير عشوائية.

  • انقطاع التبريد في الصيف، وبرد قارس في الشتاء داخل الصالات.

  • موظفون يعانون من سوء التدريب وسلوكيات غير احترافية.

  • رائحة الرطوبة والعفن في بعض الممرات.

كل هذا وأكثر يجعل من مطار بغداد عارًا على بلد يمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم.


"أين تذهب أموال العراق؟"

السؤال الذي يتردد على ألسنة العراقيين والمغتربين والزوار هو:
لماذا مطار بغداد بهذا السوء؟ وأين تذهب مليارات الدولارات التي تُعلن سنويًا في الموازنات؟

لا يُخفى على أحد أن المطار كان وما يزال مرآة واضحة للفساد المالي والإداري، حيث يُعلن عن مشاريع تطوير لا ترى النور، ويتم توقيع عقود بملايين الدولارات دون تنفيذ فعلي على الأرض. والمواطن، كما الزائر، يدفع الثمن.


التناقض الفاضح: بلد غني بمطار لا يليق بدولة نامية

حين تقارن مطار بغداد بمطارات في دول ذات دخل أقل بكثير من العراق، مثل الأردن أو رواندا أو جورجيا، تصاب بالذهول من حجم التخلف في البنية التحتية.
في تلك الدول، المطارات:

  • نظيفة، حديثة، ذكية.

  • فيها خدمات إلكترونية وأجهزة بصمة وتفتيش آلي.

  • تقدم خدمات راقية للمسافرين والسياح.

بينما في بغداد... قد تضطر إلى دفع رشوة لإدخال حقيبة، أو الانتظار لساعات في طابور بلا تكييف، وتتحمل موظفين لا يفقهون معنى "خدمة" أو "ابتسامة".


هل من أمل؟ أم أن المطار سيبقى زفت؟

حتى اللحظة، لا توجد خطط واضحة أو معلنة بجدية لتأهيل مطار بغداد.
المواطن يسمع وعودًا، يرى لجانًا، لكن لا إصلاح فعلي. حتى العقود مع شركات أجنبية يتم إلغاؤها أو تُحيط بها الشبهات، وسط صمت رسمي غريب.

والأسوأ: أن بعض المسؤولين يدافعون عن وضع المطار وكأنه إنجاز، أو يُبررون الواقع بأنه "أفضل من غيره"، في مشهد يختزل أزمة الوعي، لا البنية فقط.


ما الذي يطالب به العراقيون؟

  • تأهيل عاجل وشامل لمطار بغداد من حيث البنية والخدمات والطواقم.

  • تسليم المطار لشركة دولية متخصصة في الإدارة والتشغيل بشفافية، كما تفعل دول ناجحة كثيرة.

  • فتح ملفات الفساد المرتبطة بعقود التطوير ومحاسبة المقصرين.

  • توفير بيئة تليق بمواطن يستحق الاحترام، وزائر يرى عراقًا حضاريًا لا عشوائيًا.