مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار الليبي إثر توترات وتحشيدات في طرابلس

1 week ago 8
ARTICLE AD BOX

أكد مصدر أمني من مديرية أمن طرابلس، وطبي من مستشفى الحوادث بطرابلس، مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي عبدالغني الككلي، الشهير بــ"غنيوة"، مساء الاثنين، بطلق ناري، في الوقت الذي سيطرت فيه قوى مسلحة بطرابلس على عدد من مقرات جهاز دعم الاستقرار.

وفي التفاصيل، أوضح المصدر الأمني لـ"العربي الجديد" أن الككلي حضر إلى مقر معسكر التكبالي، جنوب شرق طرابلس، لحضور اجتماع يضم عددا من قيادات المجموعات المسلحة بغرض تهدئة التوترات الأمنية التي تعيشها طرابلس منذ مساء الاثنين، قبل أن يحدث اشتباك بين حراسات القيادات خارج صالة الاجتماع. وأكد المصدر الأمني أن الككلي وعدد من حراساته قتلوا أثناء الاشتباك، بالإضافة لإصابات في صفوف حراسات القيادات الأخرى، فيما لم تُعرف أسماء القيادات الأخرى التي كانت حاضرة في الاجتماع، باستثناء أنهم تابعين للواء 444 قتال، واللواء 111 قتال التابعين لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية. وفي الغضون لا تزال أصوات نيران متقطعة تسمع في أرجاء العاصمة طرابلس، ولم يصدر عن الحكومة أو المجلس الرئاسي أي تعليق حتى الآن.

وعبد الغني الككلي، هو قائد أحد أكبر أربع قوى مسلحة في طرابلس، وهي قوة الردع الخاصة، واللواء 444 قتال، واللواء 111، وجهاز دعم الاستقرار. والككلي رجل مدني عمل في العديد من المهن الخاصة، وفي عام 2011 شارك في انتفاضة فبراير، وبعد سقوط النظام شكل قوة مسلحة في حي أبوسليم، وسط طرابلس، وبمرور الوقت برز تشكيله المسلح كأحد القوى الكبرى في طرابلس التي ساهمت بشكل كبير في عملية فجر ليبيا عام 2015. ثم تطور تشكيله المسلح تحت عدة مسميات أبرزها قوة الأمن المركزي الذي شرعنتها حكومة الوفاق الوطني منذ العام 2016، بصلاحيات أمنية واسعة، تمكنت حتى عام 2019 من مد نفوذها داخل أغلب أحياء وسط طرابلس.

وشارك الككلي بوساطة قواته كأبرز القوى المسلحة التي شكلت عملية بركان الغضب التي أفشلت محاولة سيطرة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عامي 2019 و 2020 على العاصمة طرابلس. وبعد وصول المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية لسدة الحكم، شرعن المجلس الرئاسي مليشيات الككلي تحت جهاز أمني حمل اسم "جهاز دعم الاستقرار"، وبسبب ولائه لحكومة الوحدة الوطنية تمكن الككلي من مد نفوذها إلى خارج طرابلس، وصولا إلى غريان غرب طرابلس، وزليتن شرقها.

وفي السنوات الأخيرة بات اسم الككلي وجهازه حاضرا بشكل كبير في دوائر السلطة بطرابلس، وتدخل عديد المرات في تعيين بعض الشخصيات النافذة في مراكز مؤسسات الدولة، ما أدخله في خلافات حادة مع التشكيلات المسلحة الأخرى التي تسعى للتموضع في مفاصل مؤسسات الدولة. وفي الأشهر الماضية تداولت منصات التواصل الاجتماعي صورا للككلي صحبة قيادات عسكرية تابعة لمليشيات حفتر في مؤشر إلى وجود اتصالات غير معلنة مع معسكر حفتر.

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس توترا أمنيا كبيرا، وسط تحشيدات من القوى المسلحة المسيطرة عليها، فيما دعت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية في بيان عاجل لها، مساء الاثنين، المواطنين في طرابلس إلى "ضرورة الالتزام بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج، وذلك حفاظاً على سلامتهم".

وفي الوقت الذي لم تقدم فيه وزارة الداخلية أي تفاصيل أخرى، أفاد مصدر أمني تابع لمديرية أمن طرابلس أن المديرية تجري اتصالات كثيفة بين عدد من الفصائل للتهدئة. وأوضح المصدر نفسه في تصريح لـ"العربي الجديد" أن خلافات بين فصائل مسلحة، بعضها تابع لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، وأخرى تتبع جهاز الدعم والاستقرار التابع للمجلس الرئاسي نشبت منذ يومين للسيطرة على أحد المقرات الإدارية بالعاصمة ما صعد الوضع بينهما، مشيرا إلى أن الاتصالات لا تزال جارية لوقف التصعيد بين هذه الفصائل.

وفي الأثناء، تناقل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات لتحشيدات عسكرية في شكل أرتال سيارات قادمة من مدينة مصراته، وتحديدا فصيل قوة العمليات المشتركة الموالي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأخرى قادمة من الزنتان موالية لوزير الداخلية بالحكومة عماد الطرابلسي.

ووسط أنباء متزايدة حول رغبة القوى المسلحة التابعة للحكومة في مداهمة مقرات جهاز دعم الاستقرار، أصدرت البعثة الأممية بيانا، مساء الاثنين، دعت فيه إلى التهدئة، مشيرة إلى تلقيها "تقارير بشأن الحشد العسكري وتصاعد التوترات في طرابلس". وطالبت البعثة في بيانها بـ"تهدئة الوضع فورا والامتناع عن أي أعمال استفزازية وحل النزاعات بالحوار"، معبرة عن دعمها الجهود الليبية بما في ذلك التي يقودها وجهاء وقيادات المجتمع المحلي للتوصل إلى حل سلمي، مؤكدة المسؤولية الحاسمة لجميع الأطراف في حماية المدنيين.

وانضمت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا إلى البعثة الأممية في للدعوة إلى التهدئة في ظل تصاعد التوترات في طرابلس، وفق تدوينة نشرتها عبر حسابها على منصة إكس شاركت عبرها بيان البعثة الأممية. وتأتي هذه التوترات بعد ساعات من إعلان البعثة الأممية في ليبيا بدء مشاوراتها مع الأطراف الليبية بشأن المقترحات التي أعدتها اللجنة الاستشارية، المنبثقة عن المبادرة الأممية للحل السياسي، حول القضايا الخلافية في القوانين الانتخابية، مشيرة إلى أن هذه المشاورات هدفها بناء خارطة طريق سياسية تؤدي إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وشهدت العاصمة طرابلس العديد من الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المسيطرة عليها، والتي تتبع اسميا إلى وزارتي الداخلية والدفاع بالحكومة، وأخرى تتبع المجلس الرئاسي.

Read Entire Article