منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي يعيد رسم خريطة التعاون الاقتصادي

6 days ago 6
ARTICLE AD BOX

<p>يجتمع قادة الأعمال والمسؤولون من البلدين في الرياض لمناقشة فرص التعاون في مجالات متعددة (واس)</p>

انطلقت في الرياض اليوم الثلاثاء فعاليات منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي تزامناً مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في أول زيارة رسمية له خارج البلاد.

ويعد هذا المنتدى محطة مفصلية في مسار الشراكة الاقتصادية بين البلدين، إذ يجتمع قادة الأعمال والمسؤولون لمناقشة فرص التعاون في مجالات متعددة.

وشهد المنتدى مشاركة كبار المسؤولين من الجانبين في جلسات نقاشية تناولت مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد والتقنيات المتقدمة، في ظل "رؤية السعودية 2030" ومساعي أميركا لإعادة هيكلة علاقاتها الاقتصادية الدولية.

وأجمع المشاركون في المنتدى على أن العلاقات بين الرياض وواشنطن تدخل مرحلة جديدة تتجاوز التعاون التقليدي نحو شراكات قائمة على الابتكار ونقل المعرفة.

الفالح: السعودية باتت مركزاً عالمياً للاستثمار

وأكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن "رؤية 2030" مكنت السعودية من التحول إلى وجهة استثمارية عالمية، وقال إن السوق السعودية تشهد نمواً ملحوظاً على الصعيد الدولي، مدعوماً بإصلاحات هيكلية وبيئة أعمال مشجعة.

وأوضح أن الشراكات النوعية، وليس فقط رؤوس الأموال، هي ما تسعى إليه السعودية، إذ تسهم في نقل المعرفة والتقنيات، وأن الخطط المشتركة مع أميركا تستهدف استثمارات تتجاوز 600 مليار دولار قبل نهاية العقد، مع التركيز على قطاعات حيوية مثل الصناعة والطاقة المتجددة.

 

وأشار خالد الفالح في كلمته الافتتاحية إلى أن المنتدى يعكس لحظة تاريخية لتجديد الالتزام المشترك، وأن الوفد الأميركي الكبير يبرز الحرص على تعزيز شراكة امتدت لأكثر من 90 عاماً، قوامها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وأوضح أن الطاقة لا تزال حجر الزاوية، لكن "رؤية 2030" فتحت آفاقاً جديدة في قطاعات كالتعدين والصناعة والذكاء الاصطناعي التوليدي والحوسبة السحابية.

بيسنت: أميركا تعيد بناء شراكاتها الاستراتيجية

من جهته أشار وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى أن إدارة الرئيس ترمب تسعى إلى تعزيز استقلالية الاقتصاد الوطني عبر تقليص الاعتماد على بعض الشركاء التجاريين، بخاصة الصين، لمصلحة حلفاء موثوقين مثل السعودية.

وأوضح بيسنت أن المفاوضات الأخيرة مع بكين في جنيف أثمرت عن بوادر اتفاق يعيد التوازن للعلاقات التجارية، لا سيما في القطاعات الحساسة كالصناعات الدقيقة.


وبين وزير الخزانة أن أميركا ستطلق في منتصف عام 2025 حزمة من الإجراءات التحفيزية تشمل خفوضاً ضريبية وتخفيف القيود التنظيمية، بهدف تعزيز القدرة التنافسية لكل ولاية. وأكد أن الولايات المتحدة ستبقى وجهة مفضلة لرؤوس الأموال العالمية، مع تطلع خاص لزيادة الاستثمارات الخليجية، خصوصاً السعودية.

الجدعان: ثقة متبادلة تترجم إلى أرقام

من جانبه أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال جلسة الحوار الرئيسة بالمنتدى أن الاستثمارات السعودية في السوق الأميركية تجاوزت مئات المليارات، مشيراً إلى توسعها في قطاعات تعكس عمق الشراكة.

 

وأوضح أن الاستثمارات الأميركية في السعودية شهدت نمواً متسارعاً منذ إطلاق "رؤية 2030"، مدفوعة بإصلاحات تنظيمية ساعدت في استقطاب كبرى الشركات.

ولفت الجدعان إلى أن السعودية تمتلك اقتصاداً ناشئاً وقادراً على النمو مدعوماً بجيل شاب متمكن من التكنولوجيا وحكومة ديناميكية.

الشراكة الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي

من جانبه أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله السواحة على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذا التعاون يقوم على إدراك مشترك والتزام حقيقي بالعمل مع الشركاء لتحقيق النجاح وتوسيع نطاق الابتكار في قطاع يقدر حجمه بتريليونات الدولارات.أكد السواحه

 

وأوضح السواحة أن المخاوف المتعلقة بإساءة استخدام بعض التقنيات المتقدمة تظل مخاوف مشروعة، إلا أنه شدد على أن التقنيات ذات الطابع المعقد، مثل الخوادم المزودة بمعالجات فائقة القوة، من الصعب استغلالها بصورة خفية، مما يعزز من مستويات الأمان والشفافية.

 

وأشار إلى أن التعاون مع شركاء موثوقين ونشر هذه التقنيات وتبنيها لخدمة الصالح العام يمثل الهدف الأسمى لهذا التعاون، مؤكداً أن السعودية تتبنى نهجاً مسؤولاً في تطوير الذكاء الاصطناعي بما يحقق الفائدة للمجتمعات ويراعي الجوانب الأخلاقية والأمنية في آنٍ واحد.

وقال السواحة، "استعرضت أمس مع مسؤول الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض ديفيد ساكس كيف نطور روبوتات نانوية توظف الذكاء الاصطناعي التوليدي لمعالجة أمراض عديدة، وهو ما خفض كلفة علاج المريض من 2.2 مليون دولار إلى 100 ألف دولار فقط".

وجهة قوية لرؤوس الأموال

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك" لاري فينك إن السعودية باتت تشكل "وجهة قوية لرؤوس الأموال"، في وقت تتسارع فيه وتيرة النمو الاستثماري في البلاد.

وأشار فينك إلى أن السعودية "تشهد فرصاً استثمارية ضخمة"، مضيفاً "أسسنا فرقاً للاستثمار داخل السعودية، وبدأنا فعلياً في تطوير منتجات مالية مخصصة للسوق المحلية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أن الشركات العالمية باتت "تبني مكاتب أكثر مرونة وقابلية للتكيف" داخل السعودية في إشارة تعكس تنامي الثقة في بيئة الأعمال السعودية، مما يعزز التحول الاقتصادي الجاري بقيادة "رؤية 2030".

شراكة تتحدث بالأرقام

بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وأميركا خلال العقد الماضي نحو 1.34 تريليون ريال (357 مليار دولار) توزعت بين صادرات سعودية بقيمة 638 مليار ريال (170.1 مليار دولار) وواردات بقيمة 702 مليار ريال (187 مليار دولار).

وتشمل أبرز الصادرات السعودية إلى أميركا المنتجات المعدنية والكيماويات العضوية والأسمدة والألمنيوم واللدائن في حين تشمل الواردات السيارات وأجزاءها والمركبات الجوية والأجهزة الكهربائية والمعدات الطبية.

الاستثمارات الأميركية في السعودية

بلغ رصيد الاستثمار الأميركي المباشر في السعودية حتى عام 2023 نحو 202 مليار ريال (54 مليار دولار)، مما يمثل 23 في المئة من إجمال الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتركزت تلك الاستثمارات في قطاعات النقل والصناعة التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة.

وتحتل السعودية المرتبة الـ17 بين أكبر حاملي السندات الأميركية بقيمة بلغت 126.4 مليار دولار في فبراير (شباط) 2025، منها 104.7 مليار دولار في سندات طويلة الأجل، و21.8 مليار دولار في سندات قصيرة الأجل.

subtitle: 
المشاركون يؤكدون أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتطلعات لنقل التقنية والمعرفة وتحفيز الابتكار والاستفادة من الذكاء الاصطناعي
publication date: 
الثلاثاء, مايو 13, 2025 - 12:00
Read Entire Article