مواقف كردية سورية من قرار حلّ العمال الكردستاني

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

توالت ردود الفعل في الأوساط الكردية السورية، من أحزاب، ومنظمات، وشخصيات سياسية وثقافية مؤثرة، عقب إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، وإلقاء السلاح خلال مؤتمره الأخير.

وأصدر المجلس الوطني الكردي في سورية بياناً، اليوم الثلاثاء، أعرب فيه عن متابعته "باهتمام بالغ" للتطورات المتعلقة بإعلان الحزب وقف العمل المسلح، وحلّ نفسه، استجابةً لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان. واعتبر المجلس أن الخطوة "تمثل تحولاً سياسياً مهماً وإيجابياً من شأنه الإسهام في تعزيز فرص السلام والاستقرار في تركيا والمنطقة عموماً"، مشيداً بالتوجه نحو المسار السلمي، ومعتبراً إياه "فرصة حقيقية لإطلاق عملية سلام جادة، تُفضي إلى حل سياسي شامل للقضية الكردية في تركيا، يضمن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ضمن إطار ديمقراطي ودستوري".

وأكد المجلس دعمه لكل جهد يصبّ في إنهاء الصراعات وتحقيق تطلعات الشعب الكردي، معبّراً عن أمله في أن "تواكب هذه الخطوة مبادرات بنّاءة وجادة من قبل الدولة التركية، وكافة الأطراف المعنية، بما يضمن نجاح عملية السلام واستدامتها". وختم البيان بتأكيد أن "دعم المسارات السلمية كان ولا يزال خياراً مبدئياً"، معتبراً أن استقرار تركيا يخدم المصالح المشتركة لشعوب ودول المنطقة.

من جهتها، أصدرت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، بياناً، اليوم الثلاثاء، اعتبرت فيه أن "مشروع القائد عبد الله أوجلان يُعد مشروعاً تاريخياً وحلاً جذرياً لمعضلة الشرق الأوسط، يقوم على أسس السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية". ورأت أن المشروع يمثل حجر أساس لتحقيق تأثير مهم على الواقع السوري، لا سيما في مناطق شمال وشرق سورية، حيث ساهم في "تعزيز السلام الداخلي، وترسيخ مفهوم التعايش المشترك بين مختلف المكونات". وأكدت الإدارة أن التجربة في مناطقها أثبتت أن المشروع يُسهم في بناء نموذج ديمقراطي "يعكس تطلعات الشعوب، ويمنحها دوراً فعالاً في إدارة شؤونها بإرادتها الحرة".

ورحّب قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بالقرار، وقال عبر منصة "إكس": "قرار حزب العمال الكردستاني بحل بنيته التنظيمية، وإنهاء الكفاح المسلح، والبدء باتباع السياسة الديمقراطية بناء على نداء القائد عبد الله أوجلان، محل تقدير". وأضاف: "كان للحزب دور تاريخي في الشرق الأوسط خلال المرحلة المنصرمة، وكلنا ثقة بأن هذه الخطوة ستمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من السياسة والسلام في المنطقة"، معرباً عن أمله في أن "تبادر جميع الأطراف المعنية باتخاذ خطوات مهمة وتقديم الدعم المطلوب".

كما رحّب سكرتير حزب يكيتي الكردستاني، سليمان أوسو، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، بقرار الحزب، واصفاً إياه بـ"الخطوة بالغة الأهمية على طريق إنهاء عقود من العنف، بما يهيئ الأرضية لانطلاقة مرحلة جديدة تُسهم في ترسيخ السلام والاستقرار في تركيا والمنطقة". وأكد أوسو أهمية تعاون جميع الأطراف لإنجاح مسار السلام، "بما يخدم مستقبل الشعوب واستقرار المنطقة".

وتأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978 في تركيا على يد مجموعة من الطلاب اليساريين، من بينهم عبد الله أوجلان. وبعد عامين، لجأ أوجلان إلى سورية في عهد الرئيس حافظ الأسد، عقب حملة اعتقالات وإعدامات طاولت مؤسسي الحزب. واستقر أوجلان في سورية لسنوات، حتى تمكنت تركيا من الضغط على النظام السوري لإخراجه، ليُعتقل لاحقاً في 15 فبراير/ شباط 1999 في العاصمة الكينية نيروبي، ويُنقل بطائرة خاصة إلى أنقرة حيث خضع للمحاكمة.

وقد أعلن الحزب الكفاح المسلح ضد الدولة التركية منذ عام 1984، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص. وخلال مسيرته، وسّع حزب العمال الكردستاني نفوذه ليشمل تركيا وسورية والعراق وإيران، وأسّس فروعاً في العديد من الدول. وقد اعتمد في عمله التنظيمي على كوادره المباشرة، أو من خلال تشكيل أحزاب ومنظمات محلية تابعة له تنظيمياً. ورغم الطابع الكردي للحزب، فهو يضم في صفوفه عناصر من أصول عربية وتركية وفارسية، إضافة إلى مقاتلين أجانب من أوروبا وأميركا الشمالية واللاتينية.

Read Entire Article