ARTICLE AD BOX
المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
أعلنت جهات رسمية عراقية أن البلاد يواجه صيفا لاهبا وسنة جفاف شديدة من شماله إلى جنوبه بسبب قلة تساقط الأمطار وانخفاض الإيرادات المائية والمخزون الاستراتيجي للمياه وعوامل التغيرات المناخية، مما يستدعي دعما فعالا من كل الجهات لتقليل آثار شح المياه على المواطنين، وضمان إيصال الحصص المائية للمستفيدين في مختلف المحافظات، منعا لحدوث هجرة السكان واندثار النظام البيئي والأحيائي في بعض المناطق .
تخوف من المستقبل
الناشط البيئي أحمد الساعدي من أهالي محافظة ميسان، أوضح للمسرى أنه “بعد عام 2018 حدثت تغيرات مناخية كبيرة اثرت على حياة المواطنين والاحياء التي تعيش في الاهوار، ما أدى إلى حدوث هجرة عكسية حتى للطيور التي كانت مستوطنة في جنوب العراق “.
تضرر الفلاحين
ومن جانبه أشار مدير زراعة كفري أحمد غفور للمسرى إلى ان “فلاحي المنطقة في كرميان تضرروا كثيرا هذه السنة 2025 ، بسبب قلة تساقط الامطار وحدوث الجفاف، حيث ان محاصيلهم هذه السنة انحسرت إلى أقل من النصف وإنتاجهم دون المطلوب”، داعيا الحكومة إلى دعم الفلاحين اكثر وتعويضهم للاستمرار بالزراعة، كونها النفط الدائم والعامل الاول لتوفير اليد العاملة والإنتاج المحلي وإغناء الاقتصاد الوطني دون الاعتماد على المستورد وإخراج العملة الصعبة من البلد “.
ندوة تثقيفية
وفي رانية، بحث أكاديمون خلال ندوة عقدت في جامعة رابرين دور الجفاف وتأثيراته السلبية على الأراضي الزراعية وحياة الفلاحين والقرى والاحياء التي تعيش في إدارة رابرين بشكل عام .
بحوث استباقية
الأكاديمي الدكتور ساكار محمد قال في هذا السياق للمسرى “معلوم للجميع ان الجفاف والتغيرات المناخية تأثيرها لا ينحصر في مجال واحد، وإنما يشمل كل مجالات حياة الإنسان، بالأخص ما يتعلق بالزراعة ومياه الشرب”، مبينا أن “ندوتهم طرحت عدة بحوث استباقية لبيان المشاكل والتحديات التي قد تطرأ على المنطقة بسبب الجفاف وإنحسار مصادر المياه والعمل على تقليل تأثيراته مستقبلا على حياة المواطنين”.
وبسبب النقص الحاد في الموارد المائية، اضطرت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية، من بينها حظر زراعة المحاصيل الصيفية وتقليص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية إلى النصف، فيما تم استبعاد محافظات بأكملها من الخطة نتيجة تفاقم الجفاف.
عطش قادم
ويعد العراق واحدا من أكثر خمس دول في العالم عرضة لتداعيات التغير المناخي، وفق تقارير أممية، وعليه تشير وزارة الموارد المائية إلى أن العراق يواجه خطرا كبيرا نتيجة التراجع في الواردات المائية من دول المنبع، تركيا وإيران، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في المخزون الاستراتيجي للمياه.