موقف مصري حازم ضد "حكومة الدعم السريع" في السودان

4 hours ago 2
ARTICLE AD BOX

علّقت مصادر مصرية رفيعة المستوى على إعلان "تحالف السودان التأسيسي" المدعوم من قوات الدعم السريع في السودان، نيّته تدشين حكومة جديدة خلال أيام، بالقول لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة "لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها القومية في السودان، ولن تقف موقف المتفرج أمام محاولات تفكيك الدولة السودانية أو المساس بهيبتها ومؤسساتها الوطنية". وكان نقل عن رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع حذيفة أبو نوبة، السبت الماضي، أنهم بصدد الإعلان عن حكومة خلال أيام. وشدّدت المصادر المصرية رداً على ذلك، على أن دعم مصر للجيش السوداني لا يأتي فقط من منطلق تحالف سياسي أو أمني، بل باعتباره "العمود الفقري لوحدة الدولة السودانية، والحصن الأخير ضد مشاريع التقسيم والفوضى التي قد تنعكس سلباً على أمن مصر القومي".

تعتبر القاهرة أن زعزعة مؤسسات الدولة في السودان ستكون بمثابة تهديد مباشر لمصالحها

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد عبّر عن هذا الموقف بوضوح خلال القمة العربية التي عُقدت في بغداد، يوم السبت الماضي، بقوله إن "أي محاولات لتشكيل حكومات موازية ستزيد من تعقيد الأزمة"، مشدداً على أن "السلام في السودان لن يتحقق إلا بالحفاظ على وحدته ومؤسساته الشرعية". وتتماهى هذه الرسالة مع تحذيرات عربية أخرى، أبرزها من السعودية، التي عبّرت بدورها عن قلقها من محاولات فرض مشاريع سياسية منفردة تحت غطاء السلاح.

في المقابل، يرى مراقبون أن الموقف المصري يتجاوز الاصطفاف مع طرف عسكري في النزاع، ليعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على استقرار حدود مصر الجنوبية، ومنع انهيار الدولة السودانية على النحو الذي شهدته دول أخرى مجاورة. فالقاهرة، التي تربطها علاقات جغرافية وتاريخية بالسودان، تعتبر أن زعزعة مؤسسات الدولة هناك ستكون بمثابة تهديد مباشر لمصالحها، سواء في ما يتعلق بأمن النيل أو ملف اللاجئين أو حتى التوازنات الجيوسياسية في القرن الأفريقي.

نجلاء مرعي: المحاولة تأتي ردة فعل على تراجع القدرات العسكرية للدعم السريع

في هذا السياق، وحسب ما يؤكده دبلوماسيون مصريون لـ"العربي الجديد"، فإن مصر تتحرك على خطوط متعددة، من بينها التنسيق مع دول الجوار، لا سيما جنوب السودان وتشاد، لتعزيز الجهود السياسية الساعية لوقف إطلاق النار، والتواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة، خصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، للدفع نحو تسوية لا تستثني الجيش، لكنها في الوقت نفسه تحافظ على وحدة القرار السياسي، وترفض تشكيل كيانات موازية من طرف واحد.

"الدعم السريع" تغطي التراجع الميداني

وفي السياق أيضاً، قالت الخبيرة في الشؤون الأفريقية، الدكتورة نجلاء مرعي، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن تحركات قوات الدعم السريع نحو تشكيل حكومة موازية لا يمكن فصلها عن التراجع الميداني الكبير الذي تعرضت له هذه القوات خلال الأشهر الماضية. وأضافت: "من وجهة نظري، إن هذه المحاولة تأتي ردة فعل على تراجع القدرات العسكرية للدعم السريع، وبالتالي تحاول تعويض هذا التراجع بتحرك سياسي إقليمي يمنحها مخرجاً من الأزمة". وأشارت مرعي إلى أن مؤتمراً عُقد في نيروبي بدعوة من كينيا استضاف فيه ممثلين عن "الدعم السريع" برفقة نحو 30 شخصية من المكونات السياسية والعسكرية السودانية، وجرى تقديمه وقتها على أنه مؤتمر من أجل السلام والوحدة، لكن كينيا أوضحت رسمياً أنه لا يستهدف تشكيل حكومة موازية، بل "دعم الوحدة السودانية".

يُذكر أن 24 كيانا سودانيا وقّعت في 24 فبراير/شباط الماضي، ميثاقا يمهد الطريق لإنشاء حكومة (باسم السلام والوحدة)، حيث أقيم حفل التوقيع في نيروبي. وضمّ التحالف الجديد أحزابا سياسية وحركات مسلحة وإدارات أهلية وكيانات مجتمعية مؤيدة لـ"الدعم"، وشهد حفل التوقيع حضور نائب قائد قوات "الدعم" عبد الرحيم دقلو. كما وقعت الأطراف المكونة لـ"تحالف السودان التأسيسي"، في مارس/آذار الماضي، على دستور انتقالي ألغت بموجبه "الوثيقة الدستورية لسنة 2019".

Read Entire Article