نبض بغداد تعيد "الروح" لشوارع العاصمة.. وعد جديد بالحياة 

3 hours ago 5
ARTICLE AD BOX
  في ليلة هادئة من ليالي بغداد، كانت الأرصفة تغفو تحت أضواء باهتة، وشارع الرشيد العريق يروي بصمته حكايات ألف عام من التاريخ. فجأة، كأن نبضًا سُكب في شرايين المدينة!   نبض بغداد. اسم ليس كغيره، بل هو وعدٌ جديد بالحياة، مبادرة تنبع من قلب المصارف الخاصة العراقية، لتعيد الروح إلى قلب العاصمة وأقدم شوارعها. من المتنبي، حيث يتعانق الحبر مع الورق، إلى سراي الحكومة، حيث سكنت القرارات في قصورٍ تاريخية، وها هي الآن تصل إلى شارع الرشيد، ذلك الشارع الذي شهد على تحولات الزمن من عهد العثمانيين إلى اليوم.   الشباب يعودون، والمحال تفتح حتى ساعات الصباح، والضوء ينساب من الأعمدة الحديثة ليعانق أرواح الزائرين. إنها ليست مجرد إعادة إعمار، بل استعادة للهوية، وبعث لروح السياحة والثقافة في زمنٍ نحن فيه بأمسّ الحاجة للضوء.   كل ذلك بفضل تعاون مشترك بين رابطة المصارف الخاصة العراقية، وأمانة بغداد، ووزارة الثقافة، وبإشراف من مكتب رئيس الوزراء. والهدف؟ أن تبقى بغداد حاضرة في الذاكرة، نابضة في القلوب، ومستعدة لأن تكون عاصمة السياحة العربية في 2025 بكل فخر!   وبهذا الصدد، يبين المدير التنفيذي لرابطة المصارف الخاصة العراقية، علي طارق، إن مبادرة نبض بغداد تأتي دعما من القطاع المصرفي العراقي إلى مدينة بغداد.   وقال طارق، إن مبادرة نبض – التي تمول من قبل صندوق تمكين وتحت إشراف رابطة المصارف الخاصة وأمانة بغداد تهدف إلى تسليط الضوء على تراث العاصمة بغداد، خصوصا أن المرحلة الأولى بعد إكمالها جعلت شارع المتنبي يبقى مفتوحا حتى الصباح، وساهم في خلق وظائف عديدة للناس، لافتا إلى أنها تكمن أهمية هذه المنطقة في جعل مدينة بغداد قبلة للسياحة التراثية.   وكان مكتب رئيس الوزراء، قد اعلن خلال شباط الماضي، عن إطلاق المرحلة الثالثة من مبادرة نبض بغداد لإعادة تأهيل شارع الرشيد، في إطار الجهود المستمرة لإحياء التراث العمراني وتعزيز التنمية الاقتصادية في العاصمة بغداد.   وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته الاقتصاد نيوز، أن هذه المبادرة تأتي بالتعاون مع رابطة المصارف الخاصة العراقية، وأمانة بغداد، ووزارة الثقافة.    وأضاف أن المرحلة الثالثة تهدف إلى إعادة إحياء الطابع المعماري الفريد لشارع الرشيد، وتحسين بنيته التحتية، وتفعيل دوره كمركز اقتصادي وثقافي نابض بالحياة، مما يساهم في تنشيط السياحة التراثية في ظل اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية 2025.   وأشار البيان إلى أن هذه المبادرة تساهم في جذب الاستثمارات وتوفير بيئة حضرية تعكس الهوية التاريخية لبغداد، كما تأتي ضمن رؤية الحكومة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث لعبت المصارف الخاصة العراقية دورا محوريا في دعم المشروع من خلال تمويل عمليات التأهيل وإعادة الإعمار.   وأكد البيان أن استمرار تنفيذ نبض بغداد يعكس التزام الحكومة بتطوير البنى التحتية للمدينة وفق أحدث المعايير العالمية، بما يضمن تعزيز دور بغداد كمركز اقتصادي وثقافي مزدهر واستعادة مكانتها كأحد أهم العواصم التاريخية في المنطقة.   ويعد شارع الرشيد معلما بغداديا عريقا تأسس في عام 1916 خلال الحكم العثماني بأمر من خليل باشا، وكان الهدف منه تسهيل حركة الجيش وقد عرف في البداية باسم مؤسسه، ثم تغير اسمه مرات عدة أثناء الاحتلال البريطاني قبل أن يستقر على اسم الرشيد تيمنا بالخليفة العباسي هارون الرشيد بتوصية من المؤرخ مصطفى جواد.   وزير الثقافة والسياحة والآثار، أحمد فكاك البدراني، تحدث عن المراحل الثلاث لتأهيل شارع الرشيد.   وذكر البدراني، أن كل مدينة في العالم لها ما يسمى قلب المدينة التجاري أو الداون تاون، وهو المصطلح الذي يطلق على مركز المدينة الأصيل أو القديم. وفي بغداد، يمثل شارع الرشيد هذا القلب النابض بالحياة، حيث يجمع بين أصالة المدينة ومركز تجارتها.   وأضاف: بدأت مراحل التأهيل بشارع المتنبي، وهو أحد أشهر الشوارع في بغداد، ويعد مركزا ثقافيا هاما، حيث يشتهر بكونه مكانا مثاليا لمحبي الكتب والمطالعة.   أما المرحلة الثانية، فقد شملت تأهيل شارع سراي الحكومة، وهو مجموعة من القصور التراثية التي كانت تحكم بغداد في الماضي، منها قصر الوالي العثماني وقصر الملك وقصور أخرى مترابطة.   وتهدف المرحلة الثالثة من مبادرة نبض بغداد إلى إعادة تأهيل شارع الرشيد، وإحياء طابعه المعماري الفريد، وتحسين بنيته التحتية، وتفعيل دوره كمركز اقتصادي وثقافي نابض بالحياة. وأكد أن هذه الجهود تهدف إلى تنشيط السياحة التراثية، خاصة بعد اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وجذب الاستثمارات، وتوفير بيئة حضرية تعكس الهوية التاريخية لبغداد.   وأوضح البدراني، أن المصارف الخاصة العراقية لعبت دورا محوريا في دعم هذا المشروع، بالمساهمة الفاعلة في تمويل عمليات التأهيل وإعادة الإعمار، منوها إلى أن الجهات المشاركة، فهي تشمل مكتب رئيس مجلس الوزراء، ورابطة المصارف الخاصة العراقية، وأمانة بغداد، ووزارة الثقافة، وتمثل هذه الجهات شراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تساهم المصارف الخاصة العراقية في التمويل، بينما تتولى الجهات الحكومية التنفيذ والإشراف.   الى ذلك، بين الخبير الاقتصادي، مصطفى حنتوش، أن المعايير الاجتماعية أصبحت من أهم عناصر الحوكمة في النظام المصرفي الحديث وخلال حديثه لـالاقتصاد نيوز، أكد حنتوش، أن المعايير الاجتماعية لم تعد مجرد مكمل ثانوي، بل باتت محورًا أساسياً في معايير لجنة بازل 3، التي تؤطر الأداء المصرفي عالميًا.   وأوضح أن أحد أبرز تجليات هذه المعايير يتمثل في انخراط المصارف في المجتمع المحلي، عبر تنفيذ أنشطة اجتماعية وخدمية تستهدف فئات محددة، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، أو عبر تسليط الضوء على قدرات المصارف في تقديم خدمات تتجاوز الأطر المالية التقليدية، مما يعزز ثقة الجمهور ويرفع من جودة العلاقة بين البنك والمجتمع.   وأشار حنتوش إلى أن العراق يمتلك تجربة ناجحة في هذا المجال، مستشهدًا بمبادرة نبض بغداد التي ساهمت في تطوير شارع المتنبي، ما جعله يتحول إلى أيقونة اقتصادية وثقافية للبلاد.   وأضاف أن الشارع، الذي كان يعمل فيه سابقًا نحو ألف شخص، أصبح يضم الآن أعدادًا أكبر بفضل نظام الشفتات وتوسع النشاطات فيه، وهو ما انعكس إيجابًا على تشغيل الأيدي العاملة وتنشيط السوق المحلية.   وفي ختام حديثه، دعا حنتوش القطاعات الرابحة مثل الإسكان والنفط إلى اتباع النهج المجتمعي ذاته، من خلال الاستثمار في برامج تنموية وخدمية تعود بالنفع على شرائح المجتمع المختلفة، مؤكدًا أن هذا المسار يعزز صورة المؤسسة ويرفع من مستوى الثقة بها، ويُعد من أنجح أدوات التسويق الاستراتيجي طويل الأمد. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
Read Entire Article