نتنياهو يريد ثمناً أميركياً للقبول بـ"خطّة ويتكوف": من التهجير القسري للفلسطينيين إلى الملفات الإقليمية

9 hours ago 2
ARTICLE AD BOX

فور انتهاء جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحريك عجلات "عربات جدعون"، الاسم الرمزيّ للخطّة العسكرية الإسرائيلية لاحتلال كامل قطاع غزة، بهدف إحراز ما يطلق عليه "النصر المطلق" على حركة "حماس".

 

مع ذلك، ترك نتنياهو الباب موارباً أمام فرص التوصّل إلى اتفاق موقّت للنار يصار بموجبه إلى تطبيق "خطّة ويتكوف"، في إشارة إلى اقتراح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف القاضي بإطلاق نصف الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون على قيد الحياة (10 من أصل 20 أسيراً) في مقابل هدنة من 40 إلى 70 يوماً، يُصار خلالها إلى مناقشة وقف دائم للنار ومستقبل سلطة "حماس" في القطاع.

 

الاقتراح الذي يحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إسرائيل على القبول به، يوفّر لنتنياهو الحفاظ عل ائتلافه الحكومي، باعتبار أنّ احتمال استئناف الحرب وارد بعد انتهاء أيام الهدنة، على غرار ما فعل في هدنة 2023 وفي هدنة الأسابيع الستة في أوائل 2025.    

 

وليس روبيو وويتكوف فقط هما من يتواصل مع الحكومة الإسرائيلية، بل إنّ "القناة 12" الإسرائيلية تحدّثت عن زيارة لنائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس لإسرائيل الثلاثاء. وطبعاً، وظيفة الزيارة البحث في الهدنة المحتملة، وفي الوقوف على خاطر نتنياهو، وسط التوتر المتصاعد في العلاقات مع ترامب.

 

لا يعترض ترامب على ما تعدّه إسرائيل من خطط عسكرية لغزة، وإنّما يسعى لديها فقط من أجل تخفيف الحصار المطبق منذ شهرين والسماح بآلية توصل المساعدات الإنسانية لسكّان يموتون جوعاً وقصفاً، ما حدا بمنسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر إلى إطلاق صرخة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي، وصفت ما يشهده القطاع بأنّه "إبادة جماعية".

 

اكتفى نتنياهو بالإعلان عن بدء "المرحلة الأولى" من العملية العسكرية، من دون الحديث عن الهجوم الشامل، وأبقى خطّ التواصل مع روبيو. وكأنّه يبحث عن جباية ثمن أميركي للقبول بـ"خطّة ويتكوف"، مثل عدم الممانعة في التضييق على الفلسطينيين لدفع جزء كبير منهم إلى هجرة قسرية، والمساعدة في البحث عن دول تستقبلهم. وعادت ليبيا إلى واجهة الدول المرشّحة لهذا الاحتمال على رغم صدور نفي ليبي في هذا الشأن.

 

الهدنة الموقّتة لا تأكل كثيراً من رصيد نتنياهو، لا بل سيذهب إلى حدّ تصويرها أنّها تمّت "تحت النار"، كما تعهّد سابقاً، وبأنه لم يقدّم تنازلات لمصلحة "حماس" أو لمصلحة كل الأطراف التي لا تزال تطالب بمسار سياسي يوصل إلى قيام دولة فلسطينية، على غرار ما أكدت عليه القمة العربية في بغداد السبت، أو في الاتصالات التي تتصدرها فرنسا والسعودية لإطلاق مؤتمر الشهر المقبل لدعم هذا المسار.

 

علاوة على ما تقدّم، يربط نتنياهو بين الوتيرة التي تمضي بها العمليات العسكرية في غزة أو الضفة الغربية وسوريا ولبنان وضدّ الحوثيين في اليمن، بمسار التفاوض الأميركي مع إيران. لذا، تراعي التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأميركيين الحساسية الإسرائيلية في ملفّ التفاوض مع طهران، ويكررون أنّ أيّ اتفاق محتمل يقفل الطريق أمام إيران للوصول إلى قنبلة نووية. أمّا كيف يحصل ذلك، فإنّه متروك للجولات المقبلة من المفاوضات.

 

ولا يقلّ الشأن السوري أهمية بالنسبة إلى إسرائيل. لكنّ الاتصالات الجارية مع السلطات الجديدة هناك برعاية تركية، تجعل نتنياهو أقلّ توتراً بعدما اطمأن إلى إمكان التوصّل مع تركيا إلى اتفاق على تقاسم النفوذ في سوريا الجديدة.

 

يعزو نتنياهو الفضل في "تغيير الشرق الأوسط" إلى حروبه المتواصلة منذ نحو 20 شهراً. لكن ها هو يرى أن ترامب يحصد ثمار هذا "التغيير"، بتوثيق العلاقات مع دول المنطقة، فضلاً عمّا سيسفر عنه الانفتاح الأميركي على دمشق وطرق أبواب طهران في آن واحد.

 

Read Entire Article