ARTICLE AD BOX
أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأربعاء، استعداده لوقف مؤقت لإطلاق النار بهدف الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "إسرائيل ستواصل حربها حتى تحقيق أهدافها كافة"، في تصريحات تتعارض مع ما يجري على أرض الواقع، حيث تتعرض مناطق متفرقة من قطاع غزة لقصف متواصل أوقع عشرات الشهداء والجرحى، كان معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فيما تتحدث منظمات أممية عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وسط منع دخول الوقود والمساعدات إلى معظم المناطق المنكوبة.
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء: "إذا كان ثمة خيار لوقف مؤقت لإطلاق النار بهدف الإفراج عن الرهائن، سنكون جاهزين لذلك"، مشددًا على أن حكومته "لا تقبل سوى وقف مؤقت". كذلك زعم أن حكومته طوّرت آلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بالتعاون مع الولايات المتحدة، تهدف إلى منع حركة حماس من "السيطرة عليها"، على حد تعبيره. كذلك اتهم الحركة بتجنيد عناصر جدد "من خلال أموال المساعدات الإنسانية".
وأضاف أن إسرائيل "حققت إنجازات كبيرة وغيرت وجه الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية التي تقودها تل أبيب أسهمت في "سقوط نظام الأسد وكسر المحور الإيراني"، وفق زعمه. وتابع نتنياهو قائلاً إن "الحرب لن تتوقف إلا إذا نُزع سلاح غزة، ونُفي قادة حماس، ونُفِّذَت خطة ترمب"، مضيفًا أن "جميع مناطق قطاع غزة ستكون في نهاية العملية تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية". كذلك وجّه انتقادًا مباشرًا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، متهمًا إياها بعرقلة تحقيق "النصر الكامل" من خلال حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
يأتي ذلك بينما يتصاعد الغضب الدولي إزاء فشل الجهود الرامية إلى إدخال المساعدات الإنسانية، خصوصًا بعد استهداف شاحنات الإغاثة والمعابر الحدودية، حيث حاول متظاهرون إسرائيليون من اليمين المتطرف، الأربعاء، عرقلة دخول شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة، بذريعة أن تجويع فلسطينيي القطاع هو "الحل الوحيد" لاستعادة الأسرى الإسرائيليين. ونشرت مجموعة "أمر 9" اليمينية المتطرفة عبر منصة إكس، مقاطع فيديو لنشطاء منها يتظاهرون في محيط معبر كرم أبو سالم، ويحاولون منع الشاحنات من دخول غزة.
وتتزايد المواقف الدولية التي تعكس تحوّلاً في لغة الخطاب تجاه إسرائيل. فقد أعلنت بريطانيا، أمس الثلاثاء، استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيبي حوتوفلي للاستجواب الرسمي، كذلك قررت تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب احتجاجاً على ما وصفته بـ"توسيع حرب الإبادة" ضد الفلسطينيين في غزة. من جهتها، أعلنت السويد تنفيذ تحرّك دبلوماسي داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء في الحكومة الإسرائيلية، في خطوة تعكس تنامي الغضب الأوروبي من استمرار الانتهاكات وغياب أي التزام بالمساءلة الدولية.
