السويد قررت العودة إلى الكتب، الكتب المدرسية، وإلغاء الشاشات التي كان يستعملها التلامذة حتى الآن، بعدما فرضت نفسها وسيلة من وسائل ما يُسمّى الذكاء الاصطناعي على ما هو سائدٌ اليوم في العالم كلّه.السويد، تلك الدولة الهادئة والرائدة في كلّ المجالات في شمال أوروبا، انتفضت وقالت لا لإلغاء الكتاب من بين أيدي التلامذة. وهي انتفاضة مطلوبة منذ زمن، بعدما غدت الآلة كقطعةٍ من جسم الإنسان، وبات ذلك الهاتف الجوال غير منفصل عن أجسام البعض، نهاراً وليلاً.كان الأمر يحتاج إلى يقظة لإنقاذ التربية. فها هي تُطلّ من استوكهولم، إذ قررت الحكومة أخيراً تخصيص المئة وأربعة ملايين يورو التي كانت معدّة للشاشات، للكتب المدرسية. وهو سبب سرور واغتباط لكل من لا يزال يستعمل الحبر والورق للكتابة، وكل من لا يزال يشتري الكتب ويعتبرها صديقته الأولى.عادت الأوراق والحبر الناصع عليها، وعادت روائح الصفحات لمن لم يألفها بعد من اليافعين، إذ ليس هنالك عطرٌ يوازي ما تبعثه تلك الصفحات، ليس فقط لمن ألِفَ القراءة أو جعلها جزءاً أساسياً من حياته، بل لمن سيكتشفها من التلامذة والراشدين في ما بعد.الكلمة المكتوبة. أين هي اليوم؟ الكلمة المكتوبة بوسائل الكتابة على مرّ الزمان، والتي انتقلت إليه منذ عصورٍ طويلة. كانت هنالك أصابع تحرّك القلم وتسجّل مجريات الزمان ...