نحو نصف مليون طفل مهددون بالموت جوعاً في الصومال

حذّرت منظمة "كير" غير الحكومية من أنّ نحو نصف مليون طفل مهدّدون بالموت جوعاً في الصومال اليوم، في وقت إنّ معالجة الوضع تفتقر إلى التمويل الدولي. ومنذ سنوات، يواجه الصومال، إحدى أكثر الدول عرضة لتغير المناخ، تمرّداً تقوده حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقد كثّفت هذه الجماعة هجماتها في الأشهر الأخيرة، ما أدّى إلى نزوح أعداد كبيرة من الأشخاص في البلاد حيث الوضع الإنساني متدهور بالفعل. وكانت منظمات عديدة ووكالات تابعة للأمم المتحدة قد حذّرت، في أكثر من مرّة، من الجوع الذي تسبّبه الظواهر المناخية المتطرّفة، ولا سيّما الجفاف والفيضانات.

وأفادت المنظمة، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، بأنّ "نحو 4.6 ملايين شخص (من السكان البالغ عددهم نحو 18 مليون نسمة) سوف يعانون من الجوع بحلول يونيو/ حزيران المقبل"، مضيفةً أنّ "عدد الأطفال دون سنّ الخامسة الذين يواجهون سوء التغذية الحاد يبلغ 1.8 مليون طفل"، مبيّنةً أنّ هذه "زيادة حادة في غضون بضعة أشهر فقط".

#Somalia: The humanitarian situation continues to deteriorate as funding decreases: 36% of people are going hungry and 1.8 million children under five are now severely malnourished. https://t.co/Didk7WQNab

وتابعت منظمة "كير" أنّ من بين هؤلاء الأطفال "479 ألف طفل مهدّد بخطر الموت الوشيك في حال عدم التدخّل بصورة عاجلة". وحذّرت من أنّ "في حين تتزايد الاحتياجات يتقلّص التمويل الحيوي"، الأمر الذي يلحق "الضرر الأشدّ بالقطاعات المعنية بالغذاء والتغذية"، وبالتالي يؤدّي ذلك إلى تقليص عمليات المساعدة المنقذة للحياة أو إنهائها.

وتخبر مديرة منظمة "كير" في الصومال أومي دوبو أنّ "في كلّ يوم، نسمع عن مآس إنسانية لا حصر لها في المراكز التي نديرها"، لافتةً إلى أنّهم يعلمون جيداً أنّ "في الأزمات المماثلة لتلك التي نشهدها (في الصومال)، تكون النساء والفتيات الأكثر تضرراً على الدوام". وتشرح دوبو أنّ "النساء الحوامل يضحّين بغذائهنّ، والأمهات يشاهدن أطفالهنّ يعانون من الهزال، وتُسحَب الفتيات من المدارس لمساعدة أسرهنّ على (توفير) العيش". وتحذّر من أنّه "بدون مساعدة عاجلة، سوف نفقد أرواحاً".

ولم تحصّل خطة الأمم المتحدة الخاصة بالصومال لعام 2025 إلا 11% من ميزانيتها، أي 203 ملايين دولار أميركي من أصل 1.4 مليار دولار، وفقاً لبيانات المنظمة الأممية، فيما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المانحة الكبرى في العالم أنّها سوف تعمد إلى تخفيض مساعداتها الإنسانية بمقدار 83%.

تجدر الإشارة إلى أنّ في مايو/ أيار من عام 2024، أفادت الأمم المتحدة بوجود 3.9 ملايين نازح خصوصاً في وسط الصومال، في محيط العاصمة مقديشو حيث تصاعدت الأعمال العدائية بصورة حادة في الأشهر الأخيرة.

وشدّدت منظمة "كير"، في بيانها اليوم، على أنّ في ظلّ ما يعانيه الصومال من صراع مدمّر وأزمات مناخية وكذلك اقتصادية، فإنّ "التمويل الإنساني يمثّل شريان حياة لا يمكن إغفاله". وناشدت المانحين "الوفاءَ بتعهّداتهم وزيادة التمويل، الآن، لتفادي مزيدٍ من المعاناة والوفيات غير المبرّرة".

(فرانس برس، العربي الجديد)