نداء عاجل لإنقاذ مستشفى العودة في شمال غزة

أطلقت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداءً عاجلاً، اليوم الخميس، دعت فيه المجتمع الدولي إلى التدخّل الفوري لإنقاذ مستشفى العودة في منطقة تلّ الزعتر شمالي قطاع غزة، بعد أن اشتعلت النيران في مرافقه نتيجة قصف إسرائيلي مباشر. يأتي ذلك فيما حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أنّ المنظومة الصحية في قطاع غزة وصلت إلى نقطة ما بعد الانهيار.

وأوضحت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في بيان، أنّ القصف استهدف خصوصاً مخازن الأدوية والوقود التابعة للمستشفى، الأمر الذي تسبّب في اندلاع حريق كبير ما زال مشتعلاً فيه، فيما تُمنَع فرق الإطفاء والدفاع المدني من الوصول إلى الموقع، بفعل الحصار العسكري الإسرائيلي المفروض على المنطقة. وأكدت الشبكة أنّ "دبابات الجيش الإسرائيلي تواصل محاصرة محيط المستشفى، وتمنع الموظفين والمتطوّعين من إخماد الحريق، في وقت ما زال فيه نحو 130 موظفاً ومتطوّعاً في داخل المستشفى، بالإضافة إلى عدد من المرضى الذين لم يجرِ إجلاؤهم بعد".

وحذّرت الشبكة من أنّ استمرار الحريق يهدّد بخروج المستشفى عن الخدمة بصورة كاملة، مشيرة إلى أنّ النيران امتدّت إلى خزانات الوقود والمياه، وألحقت أضراراً جسيمة ببنية المستشفى الأساسية.

ويأتي استهداف مستشفى العودة في سياق الهجمات التي تستهدف المستشفيات الواقعة في شمال قطاع غزة، وتحديداً في محافظة شمال غزة التي تمثّل إلى جانب محافظة غزة المنطقة الشمالية. ويصبّ ذلك في إطار تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة ككلّ، الذي تمضي به قوات الاحتلال منذ بداية حربها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويثير تدمير المنظومة الصحية في غزة تنديداً واسع النطاق من قبل منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية، إذ تجد في الاستهداف المتكرر للمنشآت الصحية "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قد أفاد، أمس الأربعاء، بأنّ العمليات البرية الإسرائيلية المكثّفة على قطاع غزة وأوامر الإخلاء الجديدة التي توجّهها قوات الاحتلال إلى الفلسطينيين المحاصرين فيه أنهكت المنظومة الصحية في غزة ودفعتها إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار. وأشار غيبريسوس إلى أنّ "حتى لو لم تُهاجَم المرافق الصحية في قطاع غزة أو يُجبَر شاغلوها على الإخلاء، فإنّ الهجمات على المناطق هناك (حيث المرافق) ووجود الجنود يمنعان المرضى (والجرحى) من الحصول على الرعاية الصحية ويمنعان منظمة الصحة العالمية من إعادة إمداد المستشفيات"، محذّراً من أنّ "هذا الأمر قد يُعطّل عمل المستشفيات بسرعة".

بدورها، تقرّ وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ المنظومة الصحية في القطاع على وشك الانهيار، في ظلّ الحصار ونقص الأدوية والوقود والدمار الواسع الذي لحق بالعديد من المستشفيات، إذ إنّ كلّ ذلك يجعل تقديم الرعاية الصحية الأساسية أمراً شبه مستحيل في مناطق عديدة.

وانطلاقاً ممّا يتعرّض له مستشفى العودة الذي تستهدفه إسرائيل اليوم، دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التحرّك العاجل لتوفير ممرّ آمن يسمح بدخول طواقم الإطفاء والإسعاف إليه، وتوفير الحماية للطاقم الطبي والمرضى في هذه المنشأة، وضمان التزام إسرائيل مسؤولياتها القانونية بوصفها قوة احتلال.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)