الاسكتلندية لين رامزي كانت منتظَرة هذا العام في مهرجان كانّ السينمائي (13 - 24 أيار) أشد انتظار. هي التي تركناها على الكروازيت في 2017 بعد آخر أفلامها، من دون ان نراها مجدداً، فرحنا لها عندما أُضيف جديدها في اللحظة الأخيرة، وها انها تكشف عمّا يدور في مخيلتها من خلال "مت، حبيبي" (مسابقة)، دراما نفسية مقتبسة من رواية للأرجنتينية أريانا هارفيتش. فيلمها هذا يخض، بصرياً ونفسياً. مكثّف، سوداوي، عاطفي… مجدداً، تختار رامزي “الصعوبة”، الشيء الذي عودتنا عليه منذ بداياتها في مطلع القرن الحالي. يستند الفيلم إلى الممثّلة جنيفر لورنس، التي تتجاوز نفسها هنا لإتاحة المجال لمخرجتها في النبش عميقاً في تضاريس النفس الأنثوية، حيث تتداخل الرغبات المكبوتة مع الأسى الداخلي، وتتماهى الأمومة مع الخوف، في سرد بصري ينأى عن المباشرة ويعتمد الإيحاء والتشظّي. طوال ساعتين، سنعيش كثيراً على وقع الضربات المسرحية، يرافقها تشويق ومفاجآت وصدام متواصل، مع كمية هائلة من العنف النفسي والأذى الجسدي. الواقع كابوس والزمن دوامة في هذا الفيلم لرامزي.يتابع "مت، حبيبي" حكاية غرايس (لورنس) التي تعيش في وسط طبيعة معزولة، برفقة زوجها (روبرت باتينسون) وطفلهما. الصورة الأولى قد توحي بحياة هادئة ومثالية، لكن السرد ينكشف بسرعة على ...