ARTICLE AD BOX
أسدِل الستار عن الدوري المغربي لكرة القدم، وسط جدل واسع حول استمرار تراجع مستوى الأندية، التي لم تعد تنجب نجوماً قادرين على تدعيم المنتخبات المغربية، كما كان عليه الحال سابقاً، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول الأداء العام للدوري المحلي وما الإضافة التي يمكن أن يقدمها إلى منتخب أسود الأطلس، المقبل على استحقاقات مهمة، من أبرزها بطولة كأس أمم أفريقيا المقررة إقامتها في المغرب، ما بين 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل و18 يناير/ كانون الثاني من عام 2026.
وحسم نادي نهضة بركان لقب الدوري المحلي منذ جولات، متقدماً على الجيش الملكي الوصيف، وكلاهما ضمن المشاركة في دوري أبطال أفريقيا الموسم المقبل، فيما غادر شباب المحمدية والمغرب التطواني رسمياً دوري الصفوة. أما ناديا شباب السوالم وحسنية أغادير، فسيخوضان مباراتي "بلاي أوف" ضد صاحبي المركزين الثالث والرابع في بطولة القسم الثاني.
وكرّس الدوري المغربي مرة أخرى تراجعاً في جودة أداء معظم الأندية رغم الدعم المالي الكبير والتسويقي، من دون أن يترجم ذلك على مستوى اللعب، بسبب سوء الإدارة وعدم استثمار غالبية الأندية في التكوين والفئات العمرية، وكان من نتائج ذلك عدم إنجاب المواهب المؤهلة لتطعيم منتخبات المغرب، إذ تحوّل اللاعب المحلي إلى مجرد رقم تكميلي لا غير، وتبعاً لذلك، أصبحت منتخبات المغرب تعتمد على نحو يكاد يكون كلياً على المحترفين في أوروبا، بالنظر إلى تراجع مستوى الدوري المحلي من جهة، وفشله أيضاً في إنجاب النجوم، كما تفعله دوريات أفريقية وعربية.
وإذا كان الاتحاد المغربي لكرة القدم نجح في استقطاب ألمع المواهب الصاعدة التي تنشط في مختلف الدوريات الأوروبية، ما انعكس إيجاباً على مستوى المنتخبات التي أصبحت الأقوى أفريقيا وعربياً، (يحتل منتخب أسود الأطلس بقيادة مدربه، وليد الركراكي (49 عاماً)، المركز 12 عالمياً)، فإن خلف هذا الإنجاز الباهر يقبع دوري لا يلبي تطلعات الجماهير المغربية وعاجز عن تقديم نجوم مؤهلين للعب دور أساسي في تشكيلة منتخب المغرب، ما يوضح بجلاء أن الدوري المحلي في وادٍ والمنتخبات المغربية في وادٍ آخر.
ورغم استثمار المغرب في البنية التحتية الرياضية عبر إنشاء ملاعب من المستوى العالمي وتخصيص مبالغ مالية ضخمة للارتقاء بكرة القدم، بعد الإنجاز الكبير الذي حققه منتخب أسود الأطلس في مونديال قطر 2022 ببلوغه الدور نصف النهائي، لأول مرة في تاريخ الكرة الأفريقية والعربية، فإن الحفاظ على هذه المكتسبات يفرض إصلاح الدوري المحلي عبر الاهتمام أكثر بالتكوين والقطع مع العشوائية في التسيير التي أفرزت ديوناً عالقة بسبب كثرة ملفات النزاعات الموضوعة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ناهيك عن اعتماد غالبية الأندية على محترفين أجانب من الصنفين الثاني والثالث، بدل الاهتمام باللاعب المحلي لتطوير أدائه أكثر حتى يكون متاحاً للمنتخب المغربي في حال الضرورة.
