ARTICLE AD BOX
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة مغادرة أمير قطر القمة العربية في بغداد من دون القاء كلمة".
الا أن هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، إذ تعود الى 31 آذار 2019. وتظهر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مغادراً القاعة التي استضافت أعمال الدورة الـ30 لقمة جامعة الدول العربية في تونس يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط متكلما، قبل ان تجول الكاميرا على اشخاص جلسوا في قاعة، لتظهر رجلا يقف ثم يغادر. وقد تكثف التشارك في المقطع أخيراً عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "لحظة مغادرة أمير قطر القمة العربية في العراق من دون القاء كلمة".
قمّة بغداد
جاء تداول المقطع في وقت انعقدت القمة العربية الرابعة والثلاثون على مستوى القادة في بغداد، السبت 17 ايار 2025، للبحث في عدد من القضايا الإقليمية، في مقدمها الأوضاع في قطاع غزة.
وعلى مستوى القادة، حضر القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيسان الفلسطيني محمود عباس، والصومالي حسن شيخ محمود، بينما اقتصر تمثيل الدول العربية الأخرى على رؤساء الحكومة أو وزراء وما دون، وفقاً لما ذكرت وكالة "فرانس برس". وإلى جانب المسؤولين العرب، حضر الاجتماع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب"، بالإضافة إلى "إسهام العراق بمبلغ 20 مليون دولار لإعمار غزة، و20 مليون دولار لإعمار لبنان الشقيق".
وقد أوردت مواقع اخبارية عراقية أن أمير قطر غادر بغداد من دون إلقاء كلمة في القمة العربية الـ34، مكتفيا بلقاء مع السوداني. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الامير "غادر العاصمة العراقية بغداد، وذلك بعد ترؤسه وفد دولة قطر المشارك في الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي عقدت في القصر الحكومي بالعاصمة العراقية بغداد".
وأوضح مستشار رئيس الوزراء العراقي فادي الشمري أن مغادرة أمير قطر جاءت "بناء على اتفاق بسبب التزامات"، مشيرا في حديث الى إحدى وسائل الإعلام المحلية، إلى أن الشيخ تميم "قام بما عليه"، والوفد القطري تابع مجريات القمة.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بقمّة بغداد، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح، يوصلنا اليه منشوراً في حساب قناة "العربية" في أكس، في 31 آذار 2019، مع تعليق: "لماذا غادر أمير قطر القمة العربية في تونس؟".
لماذا غادر أمير قطر #القمة_العربية في تونس؟ pic.twitter.com/gdpXBtTvEc
— العربية (@AlArabiya) March 31, 2019
وتُظهر اللقطات أمير قطر مغادراً خلال إلقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمته، والتي كان يتحدث فيها عن وجود "الميليشيات الطائفية والجماعات الإرهابية" في الدول العربية.
يومذاك، ذكرت وكالة الأنباء القطرية أنّ "أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غادر تونس بعد حضور الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ30". وقد وجّه برقية شكر الى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على الحفاوة التي وجدها عند استقباله، على ما ذكرت تقارير اعلامية.
ولم تذكر الوكالة القطرية الأسباب التي دفعت أمير قطر للمغادرة بشكل مفاجئ، من دون أن يلقي كلمته في القمة كبقية الرؤساء العرب.
وقد تعدّدت الروايات غير الرسمية حول الأسباب التي قد تكون وراء إقدامه على مغادرة قاعة جلسة افتتاح القمة ومغادرة الأراضي التونسية قبيل انتهاء أعمالها.
وذكرت إذاعة "موزاييك" التونسية أن قرار أمير قطر القاضي بمغادرة مقر انعقاد القمة قبيل انتهائها كان أمرا مبرمجا بين السلطات القطرية والسلطات التونسية، وأنه اتُّفق على أن تقتصر مشاركة الأمير على الجلسة الافتتاحية وعلى كلمتي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وفقا لما أورد موقع "اذاعة مونت كارلو الدولية".
لكن موقع قناة "العربية" التلفزيونية السعودية ذكر، استناداً إلى "مواقع مقربة من قطر"، أن خروج أمير قطر من قاعة جلسة الافتتاح سببه الاحتجاج على انتقاد صادر عن الأمين العام للجامعة العربية وموجه لتركيا لتدخلها في الشؤون العربية. وحرص الموقع على التأكيد، من خلال فيديو، على أن عملية الخروج هذه حصلت فيما كان أبو الغيط لا يزال يلقي كلمته.
الا أن السلطات التونسية أكدت، الاثنين 1 نيسان 2019، أنها كانت على علم بمغادرة أمير قطر لأشغال القمة العربية الـ30 قبل اختتامها الأحد في تونس. ونفت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش أخبارا مفادها أنه حدث إشكال جعل الأمير القطري يلغي كلمته وينسحب من القمة.