ARTICLE AD BOX
أنهى نجم ليون الفرنسي، ريان شرقي (21 عاماً)، الجدل الذي دار خلال الأشهر الماضية في ما يتعلق بمستقبله الدولي، والاختيار بين منتخبي فرنسا والجزائر، وهذا بعدما جاء اسمه ضمن قائمة منتخب الديوك، التي أعلنها المدرب ديديه ديشان (56 عاماً)، أمس الأربعاء، والمعنية بمعسكر يونيو/حزيران المقبل، وبذلك ينضم هذا اللاعب إلى أسماء أخرى سبق لها رفض تمثيل "الخُضر" في السنوات الأخيرة، على غرار نبيل فقير (31 عاماً) وكريم بنزيمة (37 عاماً) وسمير نصري (37 عاماً) وغيرهم.
وفتح انضمام اللاعب ريان شرقي إلى المنتخب الفرنسي الباب أمام العديد من التساؤلات عن الدور الذي لعبه الاتحاد الجزائري لكرة القدم في إقناع هذا اللاعب بتمثيل "محاربي الصحراء"، خصوصاً بعد الحديث الذي دار في وسائل إعلام فرنسية حول كواليس اقتناع هذا اللاعب بتقمص ألوان "الديوك"، على غرار ما جاء على لسان الصحافي الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية، وليد أشرشور، الذي قال لإذاعة آر. آم. سي الفرنسية، اليوم الخميس: "المحادثتان الحقيقيتان من الجزائر تجاه ريان شرقي كانتا عام 2019، الأولى حدثت عندما تواصل معه مدرب الخُضر السابق، جمال بلماضي، وبعد أن أمضى اللاعب عقده الاحترافي مع ليون، وكانت سنه 16 عاماً".
وتابع وليد أشرشور تصريحاته، قائلاً: "أما المحادثة الثانية، فقد كانت قبل نحو شهر ونصف شهر، عبر مدرب اللياقة البدنية في منتخب الجزائر، باولو رونغوني، الذي يعرف ريان شرقي شخصياً، بعدما سبق له التدريب تحت إشرافه في ليون، لكن كان ذلك مجرد حديث سطحي، ويمكن القول إن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم يعطِ أولوية لهذا الملف، بل إنهم ينتظرون أن تأتي المبادرة من اللاعب نفسه، ويُعلن بذاته أنه سيختار منتخب الجزائر لتمثيله دولياً". كذلك ذهبت صحيفة ليكيب الفرنسية نحو الاتجاه نفسه تقريباً، عندما كتبت في تقريرها، اليوم الخميس: "شرقي لم يجرِ أبداً أي تواصل مع مدرب أو رئيس اتحاد لأي دولة أخرى، ورغم أنه كان يمكنه المطالبة بذلك، فإنه لا يحمل جنسية أي بلد آخر". وهذا باعتبار أن صاحب الـ 21 عاماً كان يُمكنه أيضاً اختيار اللعب لمنتخب إيطاليا، إذ إن أصول والده تنحدر من هذا البلد، أما والدته فهي جزائرية، إضافة إلى أنه فرنسي المولد.
وفي خضم هذه التطورات، التي أوردها الإعلام الفرنسي، ومع اختلاف وجهات النظر بين جماهير المنتخب الجزائري، والذين عبّر الكثيرون منهم عن تحسّرهم على ضياع لاعب بقيمة ريان شرقي، تواصل "العربي الجديد" مع مصدر داخل الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، لكنه فنّد الرواية الفرنسية، التي تزعم عدم وجود اتصالات حقيقية مع موهبة ليون، قائلاً: "قام الاتحاد الجزائري لكرة القدم بدوره في قضية ريان شرقي، وهي السياسة نفسها التي ينتهجها مع أغلب اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة، والقادرين على تمثيل منتخبنا، على الأقل خلال فترة الرئيس وليد صادي، فلا يُمكن الضغط على أي لاعب مهما كان اسمه، هؤلاء اللاعبون لهم كل الحرية في اختياراتهم، ونحن نحترمها مهما كانت".
وتابع بقوله: "لا أتفق مع ما جاء في الإعلام الفرنسي، بل إن الاتحاد الجزائري لكرة القدم تواصل في العديد من الفترات مع ريان شرقي وأسماء أخرى، حتى ولو كان ذلك بشكل متقطع، وهذا حدث مع اللاعب نفسه أو حتى مع زملائه بمنتخب الجزائر، مثل حسام عوار وأمين غويري، وأيضاً مع محيطه العائلي، بمن فيه والدته، التي تنحدر أصولها من ولاية بسكرة، إضافة إلى والده، الذي رغم أنه إيطالي الجنسية، فإنه لم يُمانع في انضمام نجله إلى منتخب الجزائر، إلا أن ريان نفسه، بعد أن عرض عليه اتحاد الكرة الجزائري مشروعه، والدور الذي سيلعبه مع الخُضر، كان قد طلب مهلة للتفكير، حتى حسم وضعيته مع ليون، بسبب أنه كان في مشاكل مع هذا النادي متعلقة بقضية تجديد عقده، أو بيعه لأحد الأندية التي طلبت خدماته".
وختم المصدر بقوله: "هناك تواصل حدث معه في مرحلة الإياب من الموسم، وكان رد اللاعب نفسه أنه طلب مهلة أخرى حتى اتضاح بعض الأمور بالنسبة إليه. أما عن تواصل المعد البدني باولو رونغوني، فهذا حدث حقاً خلال الأسابيع الماضية، لكن كان مُجرد استطلاع منه حول إن كانت هناك تطورات بشأن قرار اللاعب، إذ أردنا استغلال الصداقة الشخصية بينهما، وفي الأخير الطرف الجزائري قام بدوره في ملف شرقي، لكن الأخير اختار اللعب لمنتخب فرنسا، ونحن نحترم قراره بالتأكيد".
