هل أخطأ لويس إنريكي؟

1 week ago 4
ARTICLE AD BOX

منح المدرب الاسباني لويس إنريكي (55 سنة) إجازة أسبوع لسبعة من اللاعبين الأساسيين الذين خاضوا أكبر عدد من المباريات هذا الموسم، وثلاثة أيام لبقية اللاعبين، مباشرةً بعد تأهل ناديه باريس سان جيرمان الفرنسي لنهائي دوري أبطال أوروبا، في خطوة اعتبرها الكثير من المتابعين بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر قبل خوض نهائي كأس فرنسا السبت المقبل ضد ريمس، وبعده بأسبوع نهائي دوري الأبطال في 31 مايو/ أيار الحالي أمام إنتر ميلانو الإيطالي الذي يخوض مباريات مهمة في صراعه من أجل التتويج بلقب الدوري المحلي، وهو الأمر الذي ربما يؤثر على جهوزية اللاعبين ولياقتهم البدنية وتركيزهم، عكس ما يعتقده إنريكي.   

وغادرت أغلبية اللاعبين فرنسا إلى بلدان مختلفة لقضاء الإجازة في مصر وقطر والمغرب وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، على غرار الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما والمدافع البرازيلي ماركينيوس والظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي والمدافع البرتغالي نونو مينديز ولاعب الوسط الإسباني فابيان رويز ولاعب الوسط البرتغالي فيتينيا الذين استفادوا من أسبوع راحة، بينما انتظر الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي حتى يوم الأحد الماضي ليستلم جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي لهذا الموسم خلال حفل جوائز الرابطة الوطنية للاعبين المحترفين، قبل أن يلتحق بزملائه، ثم يعود الجميع الخميس الماضي إلى أجواء التدريبات في حالة بدنية متذبذبة، حتى ولو كانت معنوياتهم مرتفعة بعد التتويج بلقب الدوري وبلوغ نهائي دوري الأبطال وقبله نهائي كأس فرنسا.

اعتقد إنريكي أنّ اللاعبين يستحقون الذهاب في إجازة للاستمتاع مع أسرهم وتغيير الأجواء، والابتعاد عن الضغوط الاعلامية والجماهيرية عشية موعدَيْن مهمين، مع عدم التوقف كلياً عن التدريبات الضرورية الخفيفة التي تسمح لهم بالحفاظ على لياقتهم من دون الحاجة إلى العودة للتحضيرات البدنية الشاقة، لا سيما أنّ الأمر يتعلّق بلاعبين محترفين بذلوا جهداً كبيراً وعاشوا ضغوطاً هائلة، ويعرفون ما ينتظرهم خلال الأسبوعين المقبلين، خاصة في مواجهة إنتر في نهائي دوري الأبطال الذي يحتاجون فيه إلى لياقة عالية وحضور بدني وذهني وفني استثنائي؛ لتحقيق اللقب الأول من نوعه للنادي، والثاني لفرنسا بعد تتويج مرسيليا عام 1993. 

سيكون من الصعب على الباريسيين التعرّض لخسارة ثانية في نهائي دوري الأبطال بعد عام 2020 أمام بايرن ميونخ الألماني، وعليه، أبدى الكثير من المحللين والفنيين تخوّفهم من الخطوة الجريئة التي أقدم عليها إنريكي، وكان يكفي في نظرهم الاقتصار على منح فترة إجازة لثلاثة أيام لكل اللاعبين، وعدم المغامرة بمنح الكوادر فترة أسبوع راحة للسفر خارج فرنسا بعيداً عن الأعين ربما يضيع خلاله جهد سنوات طويلة، وفرصة التتويج بدوري الأبطال الذي يبحث عنه النادي منذ زمن ليدخل به تاريخ الكرة الأوروبية ويلتحق بمصاف الكبار بعد أن أنفق أموالاً طائلة، وخاض تجارب مختلفة مع استقطاب النجوم في البداية، ثم الاعتماد على المواهب الشابة خلال الموسمين الماضين. 

وتُعتبر الإجازة لأكثر من ثلاثة أيام بالنسبة لكوادر الفريق سلاحاً ذا حدين في نظر أكبر المتفائلين، يتوقف على مدى التزام اللاعبين بالضوابط التي تسمح لهم بالحفاظ على لياقتهم وتركيزهم، فتمنح الفائدة للفريق الذي يعود بلياقة جيدة ومعنويات مرتفعة، أو ترجع العناصر منهارة بدنياً يصعب عليها خوض النهائيين بالإيقاع نفسه الذي لعبت به مباريات دوري الأبطال منذ إطاحة الأندية الإنكليزية ليفربول وأستون فيلا ثم أرسنال، خاصة أن مواجهة إنتر ستكون مختلفة أمام منافس مختلف أطاح فريق برشلونة الإسباني في الدور نصف النهائي، وبإمكانه التفوّق على أي فريق عندما يكون في أفضل أحواله. 

من السابق لأوانه الحكم على قرار إنريكي بمنح لاعبيه إجازات، لكن في حال الفشل في نهائي دوري الأبطال، سيقول الجميع إنّ الرجل أخطأ، وهو الذي أصاب في الكثير من قراراته منذ التحاقه بالنادي الباريسي، خصوصاً عندما فضّل الاعتماد على المواهب وليس على النجوم مثل ما كان عليه الحال على مدى سنوات قبل وصوله عام 2023.

Read Entire Article