هل أدّت الانتخابات إلى اندثار التيار المدني في لبنان؟

8 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

يمكن اعتبار مدينة بيروت بمثابة الضربة القاصمة للقوى التغييرية التي خاضت الانتخابات في وجه لوائح عدة أبرزها لائحة تحالف الأحزاب السياسية، وأخرى مدعومة من "الجماعة الإسلامية" والنائب نبيل بدر، لتأتي النتيجة مخيبة، إذ لم تحصل على نسبة تفوق الـ7 في المئة.

 

الأمر لم يقتصر على العاصمة، بل غابت هذه القوى في شكل عام عن انتخابات جبل لبنان، باستثناء ظهور خجول في مدينة الشويفات. وحتى في دير القمر، احتفلت هذه القوى بإنجاز لم يكن ليحدث لولا تحالفها مع حزبي الوطنيين الأحرار و"التيار الوطني الحر".

 

أما في ما كان يعرف بـ"عاصمة الثورة" في طرابلس، فقد منيت المجموعات التغييرية أيضا بخسارة أمام القوى التقليدية، بينما غابت عن الانتخابات في عكار باستثناء قرى محدودة لم تحقق فيها أي نتائج ملموسة.

 

 

الانتخابات في لبنان (نبيل اسماعيل).

 

 

وفي هذا الإطار يقول الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين: "في المرحلة الأولى من الانتخابات، أي في جبل لبنان، لم نرَ أي حضور لقوى التغيير، باستثناء حضور خجول في بلدية دير القمر ومحدود في الشويفات، لكنها لم تحدث أي فرق. وانتقالًا إلى الشمال وعكار، في طرابلس التي سميّت عروس الثورة كان هناك حركة تغيير بعد عام 2019 لم تترجم في صناديق الاقتراع، فحصلت قوى التغيير والمجتمع المدني على 3% من المقترعين، بمتوسط 1200 صوت. أما في المرحلة الثالثة في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل فنرى تراجعًا كبيرًا ، و"بيروت مدينتي" التي حصلت على نحو 38% من الأصوات في الانتخابات عام 2016 حصلت في الانتخابات الحالية على 8.8 %.

 

وبالانتقال إلى "بعلبك مدينتي" نرى أنها لا تزال حاضرة، لكن الفارق بينها وبين اللائحة الفائزة عام 2016 كان 900 صوت، أما اليوم فـهو 6400، ونسبة الاقتراع التي حصلت عليها عام 2016 كانت 39% انخفضت إلى 31%.

 

ويؤكد شمس الدين أنه لا يمكن الحسم بأن الانتخابات البلدية شكلت بداية نهاية المجتمع المدني، مضيفًا: "نحن نفصل بين الانتخابات النيابية والبلدية، إذ إن كل منهما يجري بحسب قانون مختلف. يمكننا القول إنها تراجعت في الانتخابات البلدية الحالية، لكن حضورها في النيابة تحدده صناديق الاقتراع، وإن كان هناك امتعاض كبير من القوى التغييرية والمجتمع المدني في لبنان".

 

في الجنوب، حتى الآن لا حركة تغيير، ولو كانت موجودة بخجل بحسب شمس الدين، "لكن لا يمكنها إحداث فرق. هناك حركة في راشيا حيث الحزب التقدمي الاشتراكي والأحزاب مقابل لائحة للمجتمع المدني حققت حضورا، لكنها لم تفز، والفارق بينها وبين اللائحة الفائزة 180 صوتا".

 

في المقابل، يعتبر "مؤسس شركة آراء للبحوث والاستشارات" طارق عمار أن الأحزاب الطائفية "فهمت هموم المواطنين، لا بل غذّتها لتبرر إعادة إنتاج مجلس بلدي شبيه بالحالي تحت شعار واحد هو الحفاظ على المناصفة، وقام التغييريون بمسار معاكس".
ويضيف: "انحصر ائتلاف "بيروت مدينتي" بنائبين فعليًا هما بولا يعقوبيان بمن تُمثل في دائرة بيروت الأولى، وإبرهيم منيمنة بمن يُمثل في بيروت الثانية، فيما تم استبعاد النائب وضّاح صادق وشخصيات بيروتية تغييرية.

 

ويخلص إلى أن الأوضاع السياسية "كان لها تأثير كبير، إذ يتم استهداف الجنوب يوميًا، كما استهدفت الضاحية الجنوبية أكثر من مرة. ويجد المسلمون السنّة أنفسهم خارج التمثيل السياسي. أما انتخابات طرابلس فقد كانت نموذجاً للإقصاء الذي أصاب المسيحيين في غياب "الضامن التقليدي". كل هذا جعل المواطنين في حالة من الخوف والضياع، ففضّلوا التوافق بين جلّاديهم على أي محاسبة بشّرتهم بها قوى التغيير". 

 

 

Read Entire Article