واشنطن تدافع عن خطة "توزيع المساعدات" في غزة: ستستمر

5 days ago 3
ARTICLE AD BOX

دافعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، الثلاثاء، عن خطة تقديم المساعدات في غزة على الرغم من الفوضى العارمة التي رافقت اليوم الأول لبدء النظام الجديد للمساعدات عبر شركات أمنية أميركية. وذكرت بروس أن مؤسسة "غزة للإغاثة الإنسانية" وزعت ما يقرب من 8000 صندوق غذائي، وأن "كل صندوق يطعم أكثر من 5 أشخاص لمدة 3 أيام ونصف، بمجموع نحو 462 ألف وجبة"، غير أنها أكدت أكثر من مرة أن خطة المساعدات "ليست جهد الخارجية".

وواجه عدد من الصحافيين تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحافي عقدته الثلاثاء بمقر الوزارة، بأسئلة عن الانفلات الأمني، واستخدام مقاولين أمنيين، وعن مخاوف التهجير، غير أنها ردت قائلة: "هذا هو أول تسليم للمساعدات الإنسانية، وهي المساعدة التي نسمعها منذ شهور". وتابعت: "القصة هنا أن المساعدات والغذاء ينقلان على نطاق واسع"، مؤكدة أن "تقديم المساعدات في غزة عبر هذه الآلية مستمر"، ودعت الصحافيين لتوجيه أسئلتهم حول المساعدات والخطط لتلافي الأخطاء إلى مؤسسة "غزة للإغاثة الإنسانية".

ولدى سؤالها عن المخاوف من أن تهدف اللوجستيات إلى نقل السكان عمدا من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، قالت بروس: "هذه ليست جهود وزارة الخارجية. ليس لدينا خطة". وأضافت أنها لن تتكهن بما قد تقوم به المؤسسة، وأحالت مزيدا من الاستفسارات إلى مؤسسة "غزة للإغاثة الإنسانية".

وتجنبت بروس الرد على الأسئلة المتعلقة بإطلاق جنود إسرائيليين النار على فلسطينيين دخلوا نقطة التوزيع، واكتفت بالقول: "اسألوا الجيش الإسرائيلي".

وقبل بدء توزيع المساعدات بقليل، استقال رئيس المؤسسة، جيك وودز، وهو محارب قديم في الجيش الأميركي، معللا قراره بأن المؤسسة "تهدد المبادئ الإنسانية".

ورتبت إسرائيل لهذه الخطة على مدار عدة أشهر، ومنعت دخول الطعام والشراب لأكثر من شهرين، وسط تحذيرات عالمية من انتشار مجاعة في غزة. وأكدت منظمات دولية أن إسرائيل تستخدم "التجويع كسلاح حرب" في ظل إصرارها على منع دخول الطعام والدواء. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم الثلاثاء إنّ "ما يُسمّى "مواقع التوزيع الآمن" ليست سوى "غيتوهات عازلة عنصرية" أُقيمت تحت إشراف الاحتلال، في مناطق عسكرية مكشوفة ومعزولة، وتُعد نموذجاً قسرياً لـ"الممرات الإنسانية" المفخخة، التي تُستخدم "غطاء لتمرير أجندات الاحتلال الأمنية، وتُكرّس سياسة التجويع والابتزاز، لا سيّما في ظل المنع الممنهج لدخول المساعدات عبر المعابر الرسمية والمنظمات الدولية المحايدة".

واعتبرت بروس أنه "من المؤسف التركيز على الانتقادات والمخاوف، وعلى رفض بعض المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة لخطة المساعدات"، ووصفت الأمر بـ"النفاق"، معتبرة أن القضية "انتقلت من التركيز على وصول المساعدات لسكان غزة إلى شكاوى حول الأسلوب، وطبيعة من يقدم المساعدات وعناصر الإدارة".

وقال أحد الصحافيين إن الجيش الإسرائيلي هو الذي ينسق مع منظمة المساعدات، بمشاركة مقاولين أمنيين، مما أدى لتحذيرات دولية وأممية من فكرة "عسكرة المساعدات"، فردت المتحدثة قائلة: "لا أتحدث نيابة عن المؤسسة، لكن ما يمكنني إخبارك به هو وصف طبيعة ما ينجزونه، وهو تقديم المساعدات، وكما قلت من الواضح أن هناك بعض الخلافات حول كيفية التعامل مع الأمر، لكن معظمنا سيوافق على أنها أخبار جيدة بدخول المساعدات". ووجهت انتقادات حادة لحركة حماس، معتبرة أنها السبب في عدم حصول سكان غزة على الطعام، وأنها "إذا وافقت على إطلاق الرهائن والاستسلام سينتهي كل هذا".

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني إلى المجاعة، بإغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء. واستبعدت دولة الاحتلال الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت مؤسسة "إغاثة غزة" الإسرائيلية الأميركية، المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه. لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود جائعة مركزا لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص، حيث استشهد 3 وأصيب العشرات، وفق المكتب الإعلامي بغزة.

وفي سياق آخر، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة غير راضية عن خطوات بعض الدول الأوروبية وكندا حيال الاعتراف بفلسطين. وأضافت: "بخصوص بريطانيا وكندا وفرنسا ودول أخرى اتخذت خطوات مخيبة للآمال الأسبوع الماضي، فإن الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية في هذه الحالة هو أمر غير ناجع ويقوض الجهود الأميركية الجارية لتحقيق السلام في المنطقة". والثلاثاء، صرّح رئيس وزراء فرنسا، فرانسوا بايرو، أن الدول الثلاث – فرنسا، بريطانيا وكندا – قررت معًا معارضة ما يحدث في قطاع غزة، وستعترف بشكل مشترك بدولة فلسطينية.

Read Entire Article