وفاة بطلة الفنون القتالية أوكونور بعد صراع مع السرطان

شهد عالم رياضة الفنون القتالية، اليوم الخميس، حزناً كبيراً، بعد وفاة الملاكمة البريطانية جورجيا أوكونور عن عمر يناهز الـ25 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان إثر معاناتها سابقاً من التهاب القولون التقرحي، وهي التي بدأت رحلتها في عالم الرياضة منذ الصغر، وتقدّمت في عالم الاحتراف خلال الفترة الماضية، بعدما مارست هذه الرياضة كملاكمة هاوية على مستوى الناشئات، وحققت العديد من الإنجازات قبل أن يغيبها الموت.

ولدت جورجيا أوكونور يوم 18 فبراير/ شباط عام 2000 في مدينة دورهام الإنكليزية، وكانت تنافس ضمن الوزن المتوسط الخفيف، وهي التي عرفت باستخدامها أسلوب الأرثوذكسي؛ أي الأكثر شيوعاً في عالم الملاكمة والفنون القتالية المختلطة، خاصة من أولئك الذين يوجهون الضربات باليد اليمنى، إذ يضع فيه اللاعب قدمه اليسرى بعيداً أمام القدم اليمنى، وبالتالي يكون جانبه الأضعف أقرب إلى الخصم.

ووقعت الملاكمة أوكونور في عام 2021 عقداً احترافياً، وسنحت لها فرصة المنافسة في ثلاثة نزالات، واستطاعت خلالها بالفعل تحقيق الانتصار، على كلّ من إيستر كونيسنا، وإريكا ألفاريز، وكذلك جويس فان إي، لكن مرض السرطان حرمها من متابعة حلمها في هذه الرياضة رغم موهبتها، إذ كانت قد توجت في السابق خلال بداياتها، بالعديد من الميداليات، على غرار ذهبية ألعاب الكومنولث للشباب عام 2017، وفضية بطولة العالم للشباب بنفس السنة، ولاحقاً برونزية بطولة العالم في عام 2018، ومثلها في بطولة أوروبا.

كانت أوكونور تحمل حزاماً أسود وثلاثة ألقاب وطنية في رياضة التايكواندو، وسجلاً خالياً من الهزائم في الكيك بوكسينغ، إضافة إلى مشاركتها ببطولات دولية متعددة مع منتخب بريطانيا، لكن رحلتها توقفت في عام 2023 بسبب مرض التهاب القولون التقرحي، لتعلن في يناير/ كانون الثاني 2025 عن تشخيصها بنوع عدواني من السرطان، بعدما شاركت تجربتها ورحلة المعاناة والقتال وعدم الاستسلام مع المرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لإلهام الآخرين.

وكانت قد تزوجت قبل نحو أسبوعين من شريكها أدريانو، بعدما وقف إلى جانبها في أحلك وأصعب الظروف، وقد أشادت بدعمه المستمرّ لها خلال فترة مرضها، مع العلم أنّها أظهرت أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موهبتها في عزف الغيتار والغناء، وتلقت بعد رحيلها إشادات من رياضيين عدّة، أمثال فريزر كلارك، ومولي ماكان، مؤكدين على شجاعتها وتأثيرها الإيجابي بعدما تحوّلت إلى رمزٍ للإلهام في مواجهة التحدّيات.