أزمة جوية | فوضى بمطار أميركي ومخاوف من انتقالها لمطارات أخرى

1 week ago 5
ARTICLE AD BOX

في واحدة من الأزمات الجوية التي تشهدها الولايات المتحدة، شهد مطار نيوارك ليبرتي الدولي حالة من الفوضى المستمرة، حيث واجهت الرحلات الجوية تأخيرات متكررة، وإلغاءات غير مسبوقة، وسط سلسلة من الأعطال في أنظمة التحكم الجوي. وصباح  الأحد، واجه مطار نيوارك، وهو أحد المطارات الثلاثة التي تخدم منطقة نيويورك الكبرى، انقطاعاً مفاجئاً في نظام التحكم بحركة الطيران استمر نحو 45 دقيقة، مما دفع إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) إلى إصدار أمر بوقف جميع الرحلات الجوية من وإلى المطار.

وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بياناً أولياً نشرته على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي قالت فيه إنها "تباطأت مؤقتاً في إدخال وإخراج الطائرات" من المطار صباح الأحد بسبب مشكلة في الاتصالات، لكن العمليات عادت إلى طبيعتها قبل الساعة 11 صباحاً. ووفقاً لتتبع الرحلات في مطار نيوارك، تم تأخير أو إلغاء ما يقرب من 30 رحلة مغادرة قبل الساعة 2:07 مساء.

 

مطار نيوارك.. أزمة متكررة

يعاني مطار نيوارك من تأخيرات وإلغاءات متكررة منذ أسابيع، وهذه هي المشكلة الثالثة في نظام التحكم بحركة الطيران التي تؤدي إلى توقف الرحلات. وسبق هذه المشكلة انقطاع آخر يوم الجمعة في الساعة 3:55 صباحاً، حيث أثر انقطاع الاتصالات لمدة 90 ثانية على الاتصالات وعرض الرادار في برج التحكم بمطار فيلادلفيا (TRACON)، وهو البرج الذي يوجه حركة الطائرات من وإلى نيوارك. وصرّح متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية، بأن المشكلة كانت نتيجة خلل في الاتصالات، مضيفاً أن العمليات الجوية عادت إلى طبيعتها بعد التأكد من عمل أنظمة الطوارئ. لكن هذه العودة لم تمنع التبعات، إذ سجلت عشرات الرحلات تأخيرات تجاوزت الساعتين، وألغيت العديد من الرحلات الأخرى.

وفي 28 إبريل/ نيسان، شهد المطار أيضاً حادثة أخرى حيث فقد مراقبو الحركة الجوية الاتصال برحلة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز لمدة 30 ثانية تقريبا، وفقًا لاتحاد مراقبي الحركة الجوية. وكشف تقرير لشبكة "أن بي سي نيوز" أن مراقبي الحركة الجوية الذين يوجهون الطائرات إلى نيوارك فقدوا الاتصال الراداري مع الطيارين "ثماني أو تسع مرات على الأقل في الأشهر الأخيرة" وفي مناسبتين على الأقل منذ أغسطس/ آب.

ويحتوي مركز TRACON في فيلادلفيا، على 22 مراقباً معتمداً بالكامل و21 مراقباً ومشرفاً في التدريب (أربعة مراقبين في إجازة نفسية منذ حادثة 28 إبريل). وبموجب قانون تعويض الموظفين الفيدراليين، يحق لموظفي الحكومة الذين يتعرضون لإصابات أو أمراض متعلقة بالعمل، بما في ذلك الصدمات النفسية أو الحالات المرتبطة بالتوتر، الحصول على إجازة تصل إلى 45 يوماً بأجر كامل.

استقالة المراقبين

واتهم الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، سكوت كيربي، الموظفين الفيدراليين الغائبين بالتسبب في المزيد من المشاكل عقب انقطاع التيار الكهربائي اللاحق، بما في ذلك إيقاف مئات الرحلات الجوية، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية. وقال كيربي في بيان: "للأسف، تفاقمت المشاكل التقنية مع استقالة أكثر من 20% من مراقبي الحركة الجوية التابعين لإدارة الطيران الفيدرالية في مطار نيوارك الدولي".

وأضاف الرئيس التنفيذي: "يجب الأخذ في الاعتبار أن منشأة مراقبة الحركة الجوية هذه تحديدًا تعاني من نقص مزمن في الموظفين لسنوات، وبدون هؤلاء المراقبين، أصبح من الواضح الآن، كما تُبلغنا إدارة الطيران الفيدرالية، أن مطار نيوارك لا يستطيع استيعاب عدد الطائرات المقرر تشغيلها هناك في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وتسبب نقص المراقبين في تأخير وإلغاء مئات الرحلات في نيوارك خلال الأيام الـ11 الماضية. وللتعويض عن نقص المراقبين، نفذت إدارة الطيران الفيدرالية برامج تأخير أرضي متكررة. وخفضت شركة يونايتد إيرلاينز 35 رحلة يومياً ذهاباً وإياباً من مركزها في نيوارك. وتعاني إدارة الطيران الفيدرالية من نقص مستمر في مراقبي الحركة الجوية على نطاق أوسع، وتسعى لتسريع عملية التوظيف لتقليص مدة التدريب بأكثر من أربعة أشهر.

اهتزاز الثقة في سلامة الرحلات

ليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها مطار نيوارك أزمة مماثلة. ففي 28 إبريل/ نيسان، تعطلت أنظمة الرادار، ما تسبب في فقدان المراقبين الجويين القدرة على رؤية وسماع الطائرات، وفقا لاتحاد مراقبي الحركة الجوية. وعلى الرغم من محاولات إدارة الطيران الفيدرالية لطمأنة المسافرين، إلا أن الثقة في سلامة الرحلات لا تزال مهتزة.

وفي مقابلة مع برنامج "Meet the Press"، أكد وزير النقل الأميركي شون دافي أن مطار نيوارك "يجب أن يقلص عملياته بنسبة 100%"، مشيراً إلى أن نقص مراقبي الحركة الجوية وزيادة الأعطال يشكلان تهديداً واضحاً على سلامة الرحلات. وأضاف دافي: "نحن نبطئ العمليات للحفاظ على سلامة الناس، هذا ما نقوم به".

وعند سؤاله في البرنامج عما إذا كان هناك مطارات أخرى تثير قلقه، قال دافي: "أنا قلق بشأن الأجواء بالكامل. المعدات آمنة، لكنها قديمة. لدينا أنظمة احتياطية متعددة لضمان سلامة الطيران، لكن يجب أن نعترف بأننا نواجه ضغطًا على شبكة قديمة، وحان الوقت لإصلاحها".

وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) عن خطة لتحديث نظام الاتصالات، المعروف باسم نظام استبدال التشغيل الآلي للمحطات الطرفية (STARS). حاليا، يتم إرسال بيانات الاتصالات من نظام STARS في نيويورك إلى TRACON في مطار فيلادلفيا، حيث يتم التحكم في وصول ومغادرة الطائرات إلى نيوارك، وفقا لـ"فوربس". تشمل الخطة إضافة ثلاث اتصالات جديدة عالية السرعة بين نظام STARS في نيويورك وTRACON في فيلادلفيا، لإنشاء مركز STARS في فيلادلفيا وعدم الاعتماد على نظام نيويورك. وسيتم تنفيذ هذه التحسينات خلال الأسابيع المقبلة، مع إتمام جميع التحديثات بحلول نهاية العام.

ماذا يجب على المسافرين فعله؟

أكدت إدارة الطيران الفيدرالية، أن مطار نيوارك عاد للعمل بعد حل المشكلة المفاجئة التي حدثت يوم الأحد لكنه يعاني من تأخيرات في الرحلات، حيث يتم تأخير الرحلات القادمة بمتوسط 152 دقيقة (نحو ساعتين ونصف)، وتعود هذه التأخيرات بشكل جزئي إلى نقص الموظفين، وفقاً لتوجيهات إدارة الطيران الفيدرالية.

وبالنسبة للمسافرين من مطار نيوارك، أصدرت بعض شركات الطيران إعفاءات سفر تتيح إعادة حجز الرحلات بدون رسوم تغيير. وشركة يونايتد إيرلاينز، التي تمتلك مركزاً رئيسياً في نيوارك، تسمح للمسافرين بتغيير حجوزاتهم للسفر حتى 23 مايو/ أيار بدون رسوم إضافية. وتغطي تنبيهات السفر من الخطوط الجوية الأميركية الرحلات المجدولة عبر نيوارك حتى 11 مايو، وتتيح شركة JetBlue Airways مرونة للمسافرين حتى 31 مايو/ أيار. 

ويُنصح المسافرون بتنزيل تطبيقات شركات الطيران لمراقبة حالة رحلاتهم والتسجيل لتلقي إشعارات النصوص. وفي حال حدوث تأخير أو إلغاء، يُعد التطبيق الطريقة الأسرع لإعادة حجز رحلة جديدة. ويوفر موقع FlightAware معلومات عما إذا كانت طائرتك في الموعد المحدد أم لا، بحسب "فوربس".

Read Entire Article