ARTICLE AD BOX
اعتقل الأمن العام السوري، اليوم السبت، عدداً من الأشخاص في مدينة حلفايا في ريف حماة الشمالي، وسط سورية، في إطار الحملة الأمنية ضد فلول النظام السابق، بينما أفرجت وزارة الداخلية في الوقت نفسه عن عدد من المعتقلين ممن جرى توقيفهم على خلفية التوترات التي شهدتها قبل أيام مدينتا صحنايا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق. وذكر الناشط محمد الشمالي لـ"العربي الجديد" إن قوات محسوبة على الأمن العام طوقت سوق الهال في حلفايا من جميع مداخله، قبل أن تقوم باقتحامه واعتقال مطلوبين.
وأشار الشمالي إلى اعتزام قوات الأمن العام مواصلة هذه الحملات حتى اعتقال جميع المطلوبين من جانب المحكمة العسكرية. وفي ريف العاصمة دمشق، أفرجت وزارة الداخلية السورية عن ستة موقوفين على خلفية التوترات الأمنية التي شهدتها مدينتا صحنايا وأشرفية صحنايا. وذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن وزارة الداخلية أطلقت سراح ستة موقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة في ريف دمشق ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، بحضور إدارة منطقة داريا ووجهاء المنطقة.
وكانت وزارة الداخلية السورية أفرجت في وقت سابق عن دفعة أخرى من الموقوفين ضمت 14 شخصاً. كما أفرجت عن دفعتين في الرابع والخامس من الشهر الجاري عن 44 موقوفاً. وقبلها في 2 مايو/أيار الجاري، أفرجت عن الدفعة الأولى وضمّت 32 موقوفاً، وذلك بتوجيه من محافظ ريف دمشق عامر الشيخ ومدير الأمن في المحافظة حسام الطحّان.
وكان نائب مسؤول منطقة داريا عامر خشيني ذكر في وقت سابق، لوكالة "سانا"، أن المفرج عنهم هم ممن لم يثبت تورطهم في أعمال العنف، مشيراً إلى أن الإفراج عن دفعات أخرى سيأتي تباعاً بعد استكمال الإجراءات القانونية. ولفت الى أن الموقوفين المتورطين في أعمال العنف سيُحولون إلى القضاء، داعياً من يحملون أسلحة غير مرخصة لتسليمها إلى الجهات المختصة.
واندلعت، نهاية إبريل/نيسان الماضي، اشتباكات مسلحة بين مجموعات كانت تنتمي إلى فصائل المعارضة السورية، وأخرى محلية تتمركز في مدينة أشرفية صحنايا، وذلك امتداداً لهجوم مشابه شنته مجموعات عسكرية على مدينة جرمانا في ريف دمشق إثر انتشار تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي احتوى إساءة للنبي محمد، نُسب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية.
وزراة الدفاع تتسلم مستودعات ذخيرة في درعا
وفي جنوب البلاد، بدأت وزارة الدفاع السورية، اليوم السبت، تسلم مستودعات ذخيرة من تشكيلات مجموعات "اللجنة المركزية" في ريف درعا الغربي. وذكر الناشط أيمن أبو محمود لـ"العربي الجديد" أن الخطوة تأتي بعد انخراط عناصر "اللجنة المركزية" في وزارة الدفاع ضمن الفرقة 40 العاملة في الجنوب السوري، وإدخالهم في معسكرات التأهيل وتخريج أول دفعة منهم. وكانت اللجنة المركزية تتولى، قبل سقوط النظام السوري السابق، ادارة مجموعات وفصائل محلية في درعا البلد وريفي المحافظة الغربي والشمالي، بينما كان "اللواء الثامن" يبسط نفوذه في الريف الشرقي قبل أن يحل نفسه في منتصف إبريل/نيسان الماضي بعد تسليم أسلحته ومواقعه والتحاق عناصره بوزارة الدفاع.
قوات الاحتلال تطلق سراح مختطفين
من جهة أخرى، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، سراح المواطنين فراس المحمد وابنه بشار، بعدما اختطفتهما فجراً أثناء تنفيذ دورية للاحتلال توغلت في بلدة صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي على الحدود مع ريف درعا الغربي الجنوبي والجولان المحتل. واختطفت قوات الاحتلال الأب ونجله من منزلهما خلال توغل رتل عسكري من أربع دبابات ونحو عشر آليات عسكرية في المنطقة تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق البلدة والمناطق المحيطة.
وجاء التوغل بعد أقل من 48 ساعة من تنفيذ توغلين في القرية نفسها، وبعد رفع قوات الاحتلال علمها فوق "تل الأحمر الغربي" قرب بلدة كودنة، في خطوة تُعتبر مؤشراً على تصاعد الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة، وسط توتر متصاعد.
ومنذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشهد محافظة القنيطرة وجنوب سورية عمليات عسكرية إسرائيلية متكررة، شملت غارات جوية وتوغلات برية، سيطرت خلالها على مواقع استراتيجية كقمة جبل الشيخ. كما تعمل على توسعة وجودها العسكري عبر إنشاء قواعد جديدة تمتد من جبل الشيخ حتى حوض اليرموك، مجهزة بطرق ومرافق سكنية وكهرباء، في إشارة إلى نية الاحتلال ترسيخ وجود دائم له.
الهجري: إسرائيل ليست العدو
على صعيد متصل، رحب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري بالدعم الإسرائيلي المقدم للدروز في سورية معتبرًا أن إسرائيل "ليست العدو". وقال الهجري لمراسلي صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، وفق ما أوردته اليوم السبت: "نحن في أزمة وندعو إلى تدخل دولي"، مضيفًا أن إسرائيل "ليست العدو"، في تناقض واضح مع آراء العديد من السوريين، وفق الصحيفة. وأضاف الهجري: "عشنا في سورية عقوداً تحت هذه الشعارات. واليوم يجب ألا نهتم إلا بالقضية السورية".
ويعد الهجري من أبرز المعارضين للحكومة السورية الجديدة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية. لكن في المقابل، ثمة شخصيات مؤثرة في السويداء لا تحبذ مواقف الهجري، وتسعى إلى فتح خطوط تفاوض مع دمشق، مثل شيخ عقل الطائفة يوسف جربوع، والشيخ حمود الحناوي، والشيخ ليث البلعوس، والشيخ يحيى الحجار.
مشاركة تركية في إخماد حرائق اللاذقية
في سياق منفصل، تواصل فرق الإطفاء السورية لليوم الرابع على التوالي عملياتها لإخماد الحرائق المندلعة في منطقة الربيعة بجبل التركمان شمالي محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية، حيث تدخلت المروحيات التركية للمشاركة في هذه العمليات، وذلك وسط ظروف ميدانية صعبة. وذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن السلطات التركية أرسلت مروحيات للمساهمة في إخماد الحرائق استجابة لطلب تقدّمت به وزارة الطوارئ والكوارث السورية. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن فرق وسيارات إطفاء تركية وصلت أيضاً إلى ريف اللاذقية الشمالي.
وأوضحت وزارة الطوارئ أن النيران لا تزال تلتهم مساحات واسعة من الأحراج في منطقة الربيعة، وسط مخاوف من امتدادها إلى قرى مأهولة بالسكان بفعل الرياح الشديدة ودرجات الحرارة المرتفعة، في ظل تضاريس معقدة وانفجارات متكررة ناتجة عن مخلفات الحرب، ما يعوق تقدّم الفرق الأرضية.
