ARTICLE AD BOX
أعلنت سلوفينيا عن عقد جديد للطاقة وتأمين ‘مدادات الغاز الجزائري لمدة عامين إضافيين، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى سلوفينيا منذ أمس، كما جرى الاتفاق على عدد من مجالات التعاون، خاصة في محال تكنولوجيا المعلومات. وقالت الرئيسة السلوفينية ناتاشا بيرك موزار، عقب مباحثات مشتركة مع الرئيس الجزائري في العاصمة ليوبليانا، إن "إمدادات الغاز الجزائري إلى سلوفينيا ستستمر، والشركات المختصة في البلدين اتفقت أمس على عقد جديد لمدة عامين".
وفي مايو/ أيار 2024، وقعت شركة سوناطراك الجزائرية اتفاقاً مع الشركة السلوفينية "جيوبلين"، تزاد بموجبه كميات الغاز الطبيعي التي تُنقل إلى سلوفينيا عبر خط أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا، بمناسبة الزيارة التي قام رئيس الحكومة السلوفينية روبرت غولوب إلى الجزائر، ووصف ذلك الاتفاق بأنه "يشكل خطوة إضافية نحو تعزيز الروابط الطاقوية بين الجزائر وسلوفينيا".
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، بدأت سلوفينيا والمجر محادثات لتشييد خط أنابيب غاز لربط البلدين، لضمان وصول الغاز الجزائري عبر إيطاليا، وما يسمح للمجر بخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية.
جاء ذلك عقب توقيع شركة جيوبلين السلوفينية والشركة الجزائرية سوناطراك اليوم عقداً موسعاً لتوريد الغاز الطبيعي الجزائري، يُتيح لسلوفينيا ضمان إمدادات الغاز دون انقطاع في السنوات المقبلة من خلال تمديد العقد، وهو الاتفاق الذي وصفه بيان لشركة جيوبلين بأنه "اتفاق له أهمية استراتيجية أيضاً بالنسبة للجزائر، حيث تعمل الشركة الجزائرية المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي، سوناطراك، على زيادة حضورها في سوق الطاقة السلوفينية من خلال هذا الاتفاق، في حين تستجيب أيضاً للطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية".
وأكدت الرئيسة السلوفينية أنه جرى الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والمصادر المتجددة والأمن، وقالت "هناك أيضاً العديد من الفرص في مجالات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا التحكم في المياه وتكنولوجيا الفضاء"، إذ عقد على هامش الزيارة منتدى أعمال في غرفة التجارة والصناعة في سلوفينيا، شارك فيه رؤساء المؤسسات الاقتصادية للبلدين.
من جهته، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن "الجزائر مستعدة لتلبية كل متطلبات سلوفينيا؛ هذا البلد الصديق، في ما يخص الغاز، وبلدنا لا يمكن أن يتأثر بأي تغييرات في المستقبل"، في إشارة إلى المتغيرات المتسارعة على الصعيد الدولي وتأثيراتها على سوق الطاقة، مشيراً كذلك إلى أن "المجال مفتوح من أجل علاقات قوية ونموذجية، بين دولة أوروبية مثل سلوفينيا ودولة مغاربية وأفريقية مثل الجزائر، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والفضاء والمياه والبيئة، إذ تملك سلوفينيا قدرات عدة يمكن لشبابنا الاستفادة منها".
وبحضور رئيس حكومة سلوفينيا روبرت غولوب، جرى التوقيع على اتفاقيات تعاون بين الجزائر وسلوفينيا، وعلى مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الفضاء لأغراض سلمية، تشمل تنظيم ورشات عمل بين خبراء البلدين لمناقشة تطوير أنظمة الفضاء، خاصة في مجالات البصريات والاتصالات، إذ ترغب وكالة الفضاء الجزائرية في التعاون مع مكتب الفضاء السلوفيني في هذا المجال، لبحث سبل التعاون في التكنولوجيات والتطبيقات الفضائية والذكاء الاصطناعي لاستكشاف الموارد الطبيعية وإدارة الكوارث، فقد كان وفد من مكتب الفضاء السلوفيني قد زار الجزائر في شهر فبراير الماضي.
وقال الخبير في الشؤون الاقتصاد والجيوبوليتك سيف الدين قداش لـ"العربي الجديد" إنه "إضافة إلى قطاع الطاقة الذي يمثل مجالاً محورياً للتعاون بين البلدين، فإن الجزائر تتطلع أساساً للاستفادة من التجربة السلوفينية التي حققت تقدماً في الابتكار والرقمنة (34 عالمياً)، مع بيئة حاضنة للشركات الناشئة ومراكز بحثية متقدمة في الذكاء الاصطناعي، خاصة أن نسبة الرقمنة في سلوفينيا بلغت 69%، وقطاع التكنولوجيا في دولة سلوفينيا يتضمن أكثر من عشرة آلاف مؤسسة، وإجمالي مداخيل يتجاوز 6.17 مليارات يورو ويشكّل 8% من الاقتصاد المحلي، ويمكن للجزائر الاستفادة ونقل هذه التجربة في خضم سعيها لنقل اقتصادها إلى اقتصاد للمعرفة، عبر الشراكات الجامعية وحاضنات الأعمال وبرامج التبادل، خاصة في الفلاحة وصناعة الطاقة والطاقات المتجددة، لتسريع التحول الاقتصادي والتكنولوجي وتعزيز تنافسية مؤسساتها الاقتصادية والناشئة".
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد بدأ، أمس الاثنين، زيارة رسمية إلى سلوفينيا، هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى دولة في أوروبا الشرقية، منذ سقوط حائط برلين، استجابةً لدعوة رسمية كانت قد نُقلت إلى الرئيس تبون في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
