ARTICLE AD BOX
اتهم سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، الإمارات بشنّ هجمات على بورتسودان في الرابع من مايو/ أيار بطائرات حربية وطائرات مُسيّرة انطلقت من قاعدة إماراتية على البحر الأحمر، وقال السفير إن الهجوم الإماراتي المزعوم جاء بعد يوم واحد من ضربة جوية شنّتها القوات المسلحة السودانية على مدينة نيالا استهدفت طائرة حربية إماراتية وأودت بحياة 13 أجنبياً بينهم "عناصر إماراتية".
ووصلت العلاقات بين السودان والإمارات إلى مستوى غير مسبوق من التدهور عقب إعلان مجلس الأمن والدفاع السوداني، أوائل الشهر الحالي، سحب السفارة والقنصلية العامة السودانية من الإمارات واعتبارها "دولةَ عدوان"، وذلك بسبب اتهام الحكومة السودانية أبوظبي بدعم وتسليح قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ 15 إبريل/ نيسان 2023.
وتسبب الحرب بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، التي كانت تمثل أكبر وحداته البرية بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، في تدمير العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث (الخرطوم، وبحري، وأم درمان). وقررت الحكومة السودانية، بعد خروج البرهان من مقرّ القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم في أغسطس/آب 2023، اتخاذ مدينة بورتسودان الساحلية، أقصى شرقي السودان، عاصمة إدارية بديلة للحكومة المركزية ومقراً للقائد العام للجيش.
وقد ظلت بورتسودان في منأى عن هجمات الدعم السريع منذ بداية الحرب قبل أن تبدأ في مهاجمتها بالطائرات المسيّرة هذا الشهر، بعد ساعات من عملية هجومية واسعة نفذها الجيش السوداني استهدفت مطار مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
وقد أثار الهجوم الذي نفذته طائرات مسيّرة على عدد من المواقع في مدينة بورتسودان غضب الحكومة السودانية، التي أصدرت بياناً تلاه وزير الدفاع ياسين إبراهيم، أعلن فيه "الإمارات دولةَ عدوان"، على حدّ وصف البيان، إضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها وسحب السفارة والقنصلية السودانية، متهماً أبوظبي بمد الدعم السريع بأسلحة استراتيجية عقب هزيمتها ميدانياً على يد الجيش السوداني.
وعقب قرار قطع العلاقات، قال البرهان، الذي يترأس أيضاً مجلس السيادة، في خطاب من بورتسودان وهو يقف في الشارع وتظهر خلفه أعمدة الدخان تتصاعد من ميناء المدينة، إن "الشعب السوداني شعب واعٍ ضارب بجذوره في تاريخ البشرية وهو شعب لا تفزعه مثل هذه الحوادث ولا تخيفه"، مضيفاً أن هذه "المنشآت الحيوية التي تخدم الشعب السوداني هي ملك للشعب وهو الذي بناها وسيعمل على بنائها من جديد، وكل خراب أو تدمير لمنشآت مدنية أو عسكرية لن يزيد الشعب إلا قوة وصبراً وتماسكاً".
وتابع: "نحن في القوات المسلّحة والقوات المساندة لها كلنا في صف واحد لردع هذا العدوان"، مؤكداً أن "السودان سيمضي نحو تحقيق غاياته المتمثلة في دحر المليشيا (الدعم السريع) وهزيمة من يدعمها ويعاونها"، وأردف: "نقول لكل من اعتدى على الشعب السوداني إن ساعة القصاص ستحين وإن الشعب سينتصر في النهاية".
من جهتها، قالت أبوظبي حينها، إنها "لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان"، معتبرة أن "هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه"، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الإماراتية أوردته وكالة الإمارات (وام). وقالت الخارجية الإماراتية: "إن البيان الصادر عمّا يسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمسّ العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقَين"، واعتبرت أن "قرار سلطة بورتسودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات رد فعل عقب يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من سلطة بورتسودان". ورفضت الوزارة ما وصفته بـ"التصريحات المشينة" الصادرة عن "سلطة بورتسودان"، معتبرة أنها "مناورة للتهرّب من مساعي وجهود السلام"، وأضافت الخارجية الإماراتية أن "السودان وشعبه الكريم بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية تضع أولويات الشعب الشقيق في المقام الأول، قيادة لا تقتل نصف شعبها وتجوّع وتهجّر النصف الآخر"، وتابعت الوزارة أن "دولة الإمارات تقف إلى جانب الشعب السوداني، خاصّة الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أرض الإمارات والزائرين السودانيين الذين لن يتأثروا بالقرارات الأخيرة".
