العملية الانتخابية في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل.. إقبال متدنّ

6 days ago 5
ARTICLE AD BOX

انطلقت اليوم الأحد الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان من محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل عند الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي مع تسجيل نسبة اقتراع متدنية جداً حتى الظهر، وخروقات عدّة، وحالات فوضى، ومخالفات وُثّقت داخل بعض المراكز، في ظل التبليغ عن بعض المضايقات التي يتعرّض لها مندوبو لوائح المجتمع المدني على يد عناصر من الأحزاب التقليدية في أكثر من منطقة.

وحتى ساعات الظهر، توزعت نسب الاقتراع على الشكل التالي، بيروت 8.63%، البقاع 19.93%، بعلبك الهرمل 20.00%، في حين بلغ مجموع الشكاوى 227 أكثرها، إدارية، وأخرى أمنية وبعضها مرتبط بالإعلام. وتابع الرئيس جوزاف عون صباح اليوم من روما مسار الانتخابات، وتلقى تقارير من وزارتي الداخلية والبلديات والدفاع وقيادة الجيش حول الإجراءات والتدابير المتخذة لتأمين حسن سير العملية الانتخابية من النواحي الأمنية والإدارية واللوجستية.

وأعرب عون عن أمله في أن "يُقبل أبناء البقاع وبيروت على صناديق الاقتراع ليختاروا ممثليهم في المجالس البلدية والهيئات الاختيارية عن قناعة وحرية ومسؤولية، ولا سيما أنهم لا ينتخبون اشخاصاً، بل صنّاع مستقبل بلداتهم ومدنهم وقراهم لأن المجالس البلدية هي أشبه بالحكومات المصغرة التي تتولى إدارة هذه البلدات والمدن". 

من جهته، جال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام على مراكز الاقتراع في مدرسة الفرير الجميزة في بيروت وتفقد سير العملية الانتخابية. أعرب سلام كذلك عن أمله أن "ترتفع نسبة الإقبال (...) هذه الفرصة الوحيدة لأهالي بيروت كي يعبروا عن خياراتهم الإنمائية"، مناشداً إياهم الإقبال على التصويت بكثافة. وعن المحافظة على التنوع في بيروت، أشار سلام إلى أن "تاريخ المدينة يشير إلى محافظتها على التنوع وما يهمه هو أن يتمثل الجميع في المجلس البلدي كما يجب"، معتبراً أنّ "بيروت كانت تاريخياً حاضنة للجميع وستبقى كذلك".

ورداً على سؤال حول طبيعة التحالفات بين الأحزاب في الانتخابات، قال سلام "هناك مسألة حيادية الحكومة ونحن قمنا بذلك بشكل واضح ولا أحد من أعضائها مرشّح أو أعلن دعمه لأي طرف، وهذه الحيادية أمر، وخياري كمواطن بيروتي هو أمر آخر. وأنا خياري واضح: الإنماء الشامل لبيروت". وفي ما يخص عملية فرز الأصوات، عبّر سلام عن أمله "أن تتم العملية بسرعة".

وكان "العربي الجديد" قد أجرى جولة على بعض مراكز الاقتراع في بيروت، حيث المعركة الأكبر انتخابياً، خصوصاً بين أحزاب السلطة التي اتحدت جميعها بكل تلاوينها وتناقضاتها بلائحة واحدة، رافعة شعار الحفاظ على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين للضغط طائفياً على الناخبين ودفعهم إلى التصويت لأعضاء اللائحة كلها، لقطع الطريق أمام حصول أي خرق أو إقصاء لأي مكوّن، على غرار ما حصل بطرابلس بتشكيل مجلس من دون أعضاء مسيحيين، وذلك مقابل مجموعات مدنية ومستقلة وبعض العائلات البيروتية وشخصيات سياسية شكلت لوائح متفرقة، وتطمح للفوز أو كسب أكبر قدر من المقاعد.

ورصد "العربي الجديد" فوضى وعدم انضباط في مراكز الاقتراع، خاصة ما هو مرتبط  بالناخبين الذين يدلون بأصواتهم لأول مرة، إذ يشير سلوكهم إلى عدم وجود دراية تامة بالعملية الانتخابية والمرشحين، إذ دخل ناخبون إلى المعازل من دون لائحة، وبدؤوا يسألون المندوبين عن الأسماء ويطرحون استفسارات أخرى، إضافة إلى محاولة أهاليهم مساعدتهم، وذلك في خطوة تؤثر على حرية الناخب وقراره المستقلّ.

كذلك، لوحظ انتشار كبير لمندوبي الأحزاب التقليدية الذين يعملون على توزيع اللوائح ومحاولة استمالة الناخبين إليهم، في حين عانت المجموعات المدنية نقصاً في المندوبين، معلنة الحاجة إلى متطوعين. كما كانت بعض المعازل مكشوفة بشكل لا يحترم سرية الاقتراع، وعانى الأشخاص ذوي الإعاقة صعوبات كبيرة في الوصول إلى المركز والمشاركة في عملية التصويت، الأمر الذي يقيّد حقهم في الاقتراع بكرامة ويؤثر على قرارهم المستقلّ، وقد رُصد العديد منهم، يحملون من قبل عناصر الدفاع المدني على الإدراج للوصول إلى غرفتهم، في ظلّ عدم وجود أقلام في الطوابق الأرضية.

ورصدت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (لادي)، عدداً من المخالفات، بينها إشكالات أدت إلى توقف عملية الاقتراع لبعض الوقت، إلى جانب خروقات الصمت الانتخابي من خلال إدلاء نواب بمواقف لوسائل الإعلام. كذلك، تم الإبلاغ عن إشكال كبير في مدرسة خديجة الكبرى، في بيروت، بين مناصرين حزبيين، ما أدّى إلى فوضى وتخريب في محيط مركز الاقتراع، وذلك في حين قدّمت لائحة بيروت مدينتي، التي تجمع شخصيات من القوى المدنية، ومدعومة من نواب في قوى التغيير، بلاغات عدّة، بتعرّض متطوعين لها للتضيق والمنع من قبل مناصرين يرتدون قمصاناً تحمل شعارات حزبية مختلفة وذلك في أكثر من مركز.

وفي البقاع، وبعلبك الهرمل، كان الإقبال متدنياً أيضاً، بينما سُجلت النسبة الأكبر حتى الظهر، في زحلة، بحوالي 22%، علماً أن المدينة وضعت في خانة "أم المعارك"، بأخذها طابعاً سياسياً، مع نزول حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، بوجه لائحة تضمّ طيفاً من الأحزاب، ومحاولته شدّ العصب الشعبي، باعتباره أن المدينة محسوبة عليه حزبياً، وهي من أبرز معاقله، ويعمل على الحفاظ عليها، ويرفع خطاب منع حزب الله بالدرجة الأولى من إحداث خرق فيها.

كذلك، يسود الترقب المعركة التي تشهدها مدينة بعلبك، بين حزب الله وحركة أمل ولائحة معارضة للثنائي تحاول كسر هيمنته، وإحداث انتقالة كبرى على مستوى المجلس البلدي. ورصدت "لادي" كذلك عدداً من المخالفات في المحافظتين، منها، تمرير مندوبة لائحة الثنائي أوراق اقتراع إلى بعض المقترعين داخل قلم في متوسطة ايعات الرسمية – بعلبك ما يشكل ضغطاً على الناخبين.

كذلك، سجلت حالات إغماء متكررة لأكثر من شخص داخل مركز اقتراع في زحلة بسبب الازدحام عقب دخول عدد كبير من الناخبين إلى باحة المركز ما أدى إلى توقف عملية الاقتراع مؤقتاً. هذا وفُقِد الاتصال بعلي صالح عثمان، عضو الماكينة الانتخابية للائحة "بعلبك مدينتي" (المعارضة للثنائي)، في مركز حي الريش الغربي، وكانت بحوزته تصاريح مندوبي اللائحة، بحسب ما أفادت به الماكينة الانتخابية لـ"لادي".

Read Entire Article