ARTICLE AD BOX
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ليل الثلاثاء - الأربعاء، بأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية فتحت تحقيقاً في احتمال تعرضها للخداع، من قبل "عميل" لها، شغل منصباً رسمياً في حماس، وفي ما إذا كان عميلاً مزدوجاً، وجزءاً من عملية الخداع التي قامت بها الحركة في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويدور الحديث وفقاً للصحيفة العبرية، عن مصدر للشاباك، من مستوى متوسط في حماس، جرى الاتصال به خلال الساعات التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، وأفاد بأن لا شيء يحدث. وذكرت الصحيفة أن "من المرجح أنه كان على علم بحدوث أمر ما عند الاتصال به، ولهذا السبب هناك من يعتقد في الشاباك، أنه استُخدم ليكون جزءاً من عملية الخداع". ووفقاً للصحيفة، حتى لو لم يكن العميل على علم بالهجوم في تلك المحادثة، إنما اكتشفه لاحقاً، فإنه لم يُبلغ الشاباك، وبالتالي كانت أقواله التي نفى فيها حدوث شيء، بمثابة عامل تهدئة للاستخبارات.
وتكمن في خلفية التحقيق، وفقاً للصحيفة، ما وصفته بالأزمة الصعبة التي واجهتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية في السنوات التي سبقت السابع من أكتوبر، في ما يتعلق بالمصادر البشرية، وذلك في ظل إنجازات كبيرة حققتها الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس، في كشف وإعدام مصادر استخبارات بشرية تعمل لصالح إسرائيل، في إشارة إلى العملاء، فيما اعتبرت المخابرات الإسرائيلية أن تجنيد شخص يشغل منصباً نشطاً في حماس، يشكّل إنجازاً استخباراتياً. ولفتت الصحيفة إلى تحقيق أجرته في سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت فيه عن قيام الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة بالعمل على مشروع تجسسي هدفه الوصول إلى أسرار حركة حماس الخفية وسمته الصحيفة بـ"الأداة السرية"، مشيرة إلى أنه رغم ذلك فشل المشروع في توقع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر.
وقالت إن الأداة هي في الواقع مجموعة من المشاريع العملياتية والتكنولوجية المعقدّة بحوزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي كلّفت مليارات. وهذا المشروع الضخم برمّته له هدف واحد، هو الوصول إلى أسرار حركة حماس الخفية. وذكرت الصحيفة أن ضابطاً كبيراً، لم تسمّه، في أحد أنظمة جمع المعلومات في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، عرّف الأمر، أي الأداة، على النحو الآتي: "إنه تقريباً مثل أن نعرف مكان وجود المفكّرة الشخصية لأعدائنا، حيث يكتبون أكثر أسرارهم خفاءً. ونحن يمكننا الوصول إلى هذه المفكّرات سراً، وننظر إلى ما هو مكتوب هناك ونتمتّع به".
ووصف التحقيق ذلك بأنه إنجاز ضخم وقدّم معلومات استخبارية ممتازة لسنوات، ولكن هنا أيضاً بدأ الخلل الاستراتيجي الذي أدى إلى إخفاق السابع من أكتوبر. لقد كانت "الأداة السرية" مذهلة للغاية، حتى إنها "مسببة للإدمان بكل معنى الكلمة" لدرجة أنه، على الأقل بشأن غزة، دفع مجتمع الاستخبارات إلى إهمال المصادر الأخرى، على حد تعبير مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" تقاعد في السنوات الأخيرة.
كانت المعلومات الاستخبارية التي قدّمتها "الأداة السرية" جيدة جداً وواضحة، وفق الصحيفة، إلى درجة أن مكانة المصادر الأخرى، مثل العملاء البشريين في غزة أو الاستخبارات التي تعتمد على المشاهدة البصرية (مثل تلك التي تقدمها المُراقبات على سبيل المثال)، قد تراجعت كثيراً. وقال الضابط الكبير في شعبة الاستخبارات: "إن سحر القدرة على أن تَرى دون أن تتم رؤيتك باستخدام الأداة السرية، هو في بعض الأحيان أمر رائع ومجنون لا يقل عن أن تتحول إلى داندين (شخصية بسلسلة قصص أطفال إسرائيلية تشرب مادة فتصبح خفية، بحيث تَرى ولا تُرى)".
