"بنات القدس": كلمات وألحان من واقع الفلسطينيين 

1 week ago 4
ARTICLE AD BOX

تحوّل عرض "بنات القدس" في قصر رام الله الثقافي، أمس السبت، إلى جوقة جماعية مشتركة مع الجمهور بفئاته العمرية كافّة، فردّدت الجوقة أغنيات لغزة والقدس وشيرين أبو عاقلة، جميعها من إنتاج فلسطيني بموسيقى شرقية وكلمات لشعراء وشاعرات فلسطينيات. ويأتي هذا العرض ضمن فعاليات "مهرجان الياسمين" الذي يحمل شعار "غزّة الشّعب الصّامد" والمخصّص ريعه لدعم مشاريع فنية وموسيقية للأطفال في مراكز النزوح في قطاع غزّة

وتأسّست جوقة "بنات القدس" عام 2013 في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في مدينة القدس المحتلة بقيادة مدير عام المعهد والموسيقار الفلسطيني سهيل خوري، بهدف تقديم أغانٍ وطنية وإنسانية ملتزمة بالهوية العربية باللحن والتوزيع والكلمات. وفي حديث لـ"العربي الجديد" يقول خوري إنّ بدايات الجوقة كانت مع فتيات يافعات من مدارس القدس، وتحوّلت مع مرور السنين لجوقة ناضجة من 25 امرأة بأصوات مميزة وعازفات محترفات ومتخصّصات بالموسيقى العربية، وقد حصلت الجوقة على جوائز إقليمية وعالمية عدّة. 

"بنات القدس" من واقع حياة أعضائها

يشير خوري إلى أهمية هذا النوع من الإنتاج الفنّي لما يحمل من روح جماعيّة لا تركز على فردانية الفنّان، مؤكداً أن تنوع الأصوات وامتزاجها معاً يمنح الجمهور تجربة ذات طابع خاص. وفي بُعدٍ آخر لأهمية "بنات القدس"، يرى خوري أن أغاني الجوقة الملتزمة والآتية من واقع حياة الفنانات الفلسطينيات لها دور في ترسيخ الهوية العربية الفلسطينية، فالفنانات في الفرقة يعشن كلمات الأغنيات بكل تفاصيلها، فهنّ يعانين من حواجز الاحتلال وإجراءاته التعسفية، ويعانين من الاعتقال وهدم البيوت والمنغصات كافّة التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني يومياً. وتبعاً لذلك يرى خوري أن العمل الفني، الذي لا يسعى للربح هدفاً أساسياً، ما زال قادراً على الوصول للناس، خاصة عندما يمر الشعب بواقع مكثف وتهديد جدّي كما الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فالأغنيات التي تحمل هذه المعاني تخاطب هموم الناس ومشاعرهم وواقعهم.

سهيد العزّة (27 عاماً) مغنية في الجوقة، بدأت بالغناء في عمر 15 عاماً، تساهم حالياً في إدارة شؤون الفرقة، وتعتبر أن للجوقة دوراً جوهرياً في بناء شخصيتها على مر السنوات. تقول لـ"العربي الجديد": "ساهمت الجوقة في صقل شخصيتي وحسّي الوطني وتعرّفت على فنانات فلسطينيات عدة أصبحن عائلتي الثانية، كما ساهمت الجوقة في تنمية مهاراتي الفنية والموسيقية والثقافية، فتعرّفتُ على تاريخ الأغنية الوطنية الفلسطينية والثورات ودور الأغنية فيها على مرّ التاريخ"، وتضيف العزّة أن طابع الجوقة النسائي قد منحها القوّة بصفتها امرأةً مقدسيةً وعزّز من دور الفتيات في مجتمعاتهنّ، خاصّة في الظروف القاهرة التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وتأمل العزّة أن يكون الغناء وسيلة لجمع الناس وتخفيف الوحدة المجتمعية التي يمرون بها على حد تعبيرها. 

تحديات وعمل مستمر

تشير العزّة للتحديّات التي تواجه المراكز الثقافية في مدينة القدس وإجراءات الاحتلال التي تحدّ من عمل المؤسّسات أو توقفه بالكامل، ما يؤثر على عمل القطاع ككل، وترى العزّة أن الجوقة تدعم الفنانات وتشجعهنّ على الاستمرار رغم الحواجز ومحدودية القدرة على التنقل، كما تعزّز مكانة القدس. وبرأيها فالواقع الذي يعيشه الفنانون الفلسطينيون تحت الاحتلال يدفعهم لإثبات وجودهم أكثر من خلال العمل المستمرّ، والالتزام بالتدريبات والعروض مهما كانت الصعوبات.

يُذكر أن الأغنيات التي أدتها "بنات القدس" شملت أغنية "نور"، التي كتبها الأسير أحمد العارضة في رثاء أخيه الشهيد نور العارضة، وأغنية "وتبقى شيرين" التي كتبتها فداء القطب في رثاء الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، وأغنية "سلام لغزّة"  من كلمات فؤاد سروجي، بالإضافة إلى أغنيات عدّة أخرى تتناول قضايا الأسرى وواقع الطفل الفلسطيني تحت الاحتلال.

Read Entire Article