ARTICLE AD BOX
تسعى روسيا إلى تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الدول العربية والإسلامية، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء شراكات قوية ومستدامة. ومن خلال الفعاليات الاقتصادية الدولية، مثل منتدى "روسيا - العالم الإسلامي"، ومعارض مثل "صنع في روسيا"، تتجلى الجهود الروسية في تعزيز التعاون مع الدول الإسلامية، مما يعكس التزام موسكو بتوسيع نطاق شراكاتها الاقتصادية.
من جهته، قال إسرافيل علي زاده، رئيس قسم العمل مع دول الشرق الأوسط وأفريقيا في المركز الروسي للتصدير، لـ"العربي الجديد"، إن "المركز يعمل على تعزيز التعاون التجاري مع الدول العربية من خلال فتح أسواق جديدة أمام الشركات الروسية". وأوضح أن "المركز ينظم ندوات لتسليط الضوء على الفرص المتاحة، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن روسيا والشركات الروسية عبر المعارض والمهرجانات".
وأضاف زاده أن "المركز يسعى إلى توسيع نطاق تفاعله مع الشركات من دول الشرق الأوسط، وكذلك مع الجمعيات الصناعية والغرف التجارية". وأكد أنه "في المستقبل، يخطط المركز لتنظيم بعثات تجارية متعددة القطاعات إلى دول الشرق الأوسط بمشاركة شركات روسية مختارة مهتمة بالتعاون مع شركات الدول العربية الفاعلة". وأشار أيضاً إلى أن "مهام العلامة التجارية الوطنية 'صنع في روسيا' تركز على تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات الروسية عالية الجودة والصديقة للبيئة، بما في ذلك تلك ذات المنشأ العضوي المعتمد، للمستهلكين الأجانب".
وفي برقيته المنشورة عبر موقع الكرملين، يوم الاثنين، للمشاركين في المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي"، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرورة أخذ دروس التاريخ بعين الاعتبار لتعزيز التضامن الدولي لمواجهة التحديات المعاصرة. وأكد أهمية التاريخ ودوره في تعزيز الشجاعة والتضامن بين الشعوب، مشيراً إلى أن "روسيا، بمكوناتها المتعددة، كانت دائماً منفتحة على التعاون مع الدول الإسلامية".
منتدى "روسيا - العالم الإسلامي" الذي بدأ اليوم ويستمر حتى 18 مايو /أيار 2025، في مدينة قازان بجمهورية تتارستان الروسية، هو منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين رجال الأعمال والمستثمرين من روسيا والدول الإسلامية. وفي هذا السياق، أشار بوتين إلى أن المنتدى سيتناول سبل تعزيز العلاقات في مجالات متعددة، بما في ذلك التكنولوجيا والاقتصاد. كما سيجري عقد اجتماعات حول تطوير النظام المالي الرقمي، بمشاركة منظمة التعاون الإسلامي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالتعاون المالي والتجاري بين روسيا والدول الإسلامية.
على الصعيد الآخر، يُعتبر معرض "صنع في روسيا" الذي يُعقد في الرياض لمدة ثلاثة أيام وتنتهي فعالياته غداً الأربعاء، في المعرض الدولي المرموق "معرض سعودي فود 2025"، جزءاً من هذا التوجه نحو تعزيز التجارة مع الدول الإسلامية. ووفقاً لبيان المركز الروسي للتصدير المنشور عبر موقعه الرسمي، يوم الاثنين، يشارك في المعرض 38 شركة تمثل 16 منطقة روسية، وتعرض مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية والزراعية. هذه الفعالية تعكس التطور الديناميكي للعلاقات التجارية بين روسيا والسعودية، حيث يُعتبر السوق السعودي من الأسواق الواعدة للمنتجات الروسية.
وتتضمن المنتجات المعروضة في المعرض اللحوم، ومنتجات الألبان، والحلويات، والسلع نصف المصنعة، والمعكرونة، والآيس كريم، وغيرها من المنتجات التي تُظهر جودة الصناعة الروسية. وقد أحضر المنتجون أكثر من طن من المنتجات للتذوق، مما يمنح الزوار فرصة للتعرف على تنوع وجودة ما تقدمه روسيا.
كما يخطط المركز الروسي للتصدير لعقد أكثر من 260 لقاء عمل بين الشركات الروسية والموزعين وممثلي سلاسل البيع بالتجزئة وصناعة الضيافة في السعودية. هذا العدد الكبير من اللقاءات يعكس رغبة روسيا في بناء شراكات تجارية قوية ومستدامة مع السوق السعودي. ولا يقتصر تعزيز العلاقات التجارية بين روسيا والدول العربية والإسلامية فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد ليشمل الجوانب الثقافية والتعليمية والعلمية. فروسيا تسعى إلى تطوير شراكات متعددة الجوانب مع الدول الإسلامية في الوقت الراهن.
