على هامش زيارته للخليج...لا تلوموا ترامب

1 week ago 5
ARTICLE AD BOX

تختلف أو تتفق مع سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية، لكن لا تملك سوى الإقرار بأن الرجل يعمل بكل طاقته لصالح بلاده واقتصادها وتحسين المؤشرات الكلية لمركز الولايات المتحدة المالي والاستثماري، ولا يدخر جهدا لرفع مستوى معيشة المواطن الأميركي، وخفض معدلات التضخم، ومواجهة أي زيادات في أسعار السلع الرئيسية وتكاليف الحياة والخدمات العامة، وأنه يستغل خبرته بوصفه سمسارَ عقارات ورجل أعمال في جذب استثمارات أجنبية ضخمة لقطاع الأعمال والإنتاج والصناعة، وزيادة معدل النمو الاقتصادي، وتقليص نسب البطالة لأقل معدل، وتحسين البنية التحتية.

والمتتبع لسياسات ترامب وقراراته منذ دخوله البيت الأبيض يلحظ أنه يسعى بكل الطرق لعلاج الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي ورثها عن سابقيه خاصة خلال جائحة كورونا وقفزة التضخم وتبعات حرب أوكرانيا، ويعمل بكل طاقته على علاج الخلل الكبير في الدين العام الذي فاق كل المستويات وبات يهدد الاقتصاد الأميركي بشكل مباشر بعد أن تجاوزت قيمته 36 تريليون دولار، ويحاول إصلاح العجز الهائل في الموازنة العامة عبر إقرار خطة لزيادة الإيرادات الفيدرالية وتحسينها، وخفض النفقات الحكومية.

بل إن ترامب خاض حرباً تجارية شرسة ضد كل دول العالم بفرض رسوم جمركية عالية على كل شركائه التجاريين بهدف جمع حصيلة للخزانة تقدر بمئات المليارات من الدولارات، وخاض حرباً شرسة ضد الصين لإفساح المجال أمام السلع الأميركية لدخول السوق الصينية بأقل تكلفة مع الحد من دخول السلع الصينية لبلاده. كما نجح في إبرام اتفاق تجاري ضخم وشامل مع بريطانيا هو الأهم في تاريخ الدولتين. ومن المتوقع أن يبرم اتفاقات أخرى مع الاتحاد الأوروبي واليابان والهند وغيرها تسفر عن تدفق مليارات الدولارات على الأسواق الأميركية سواء في شكل استثمارات مباشرة أو سيولة نقدية.

وترامب يقوم حاليا بجولة خليجية ولمة ثلاثة أيام بهدف جذب استثمارات بمليارات الدولارات لبلاده من دول الخليج، وإبرام صفقات واتفاقات اقتصادية وتجارية مع مستثمرين خليجيين تسفر عن إقامة مشروعات صناعية في بلاده توفر الملايين من فرص العمل وتزيد حصيلة الصادرات وتوفر احتياجات الأسواق المحلية من السلع.

وعندما لاحظ ترامب أن شركات الأدوية الأميركية تبالغ في الأسعار أصدر يوم الأحد أمرا تنفيذيا بخفض أسعار الدواء في الولايات المتحدة بشكل فوري وبنسبة تتراوح بين 30% و80%، لتتناسب مع الأسعار المنخفضة في الخارج. ومنح شركات الأدوية مهلة 30 يوما لخفض أسعار بيع أدويتها، أو مواجهة عقوبات الشركات. كما قرر تخفيض تكاليف الرعاية الصحية للمواطن بأرقام لم يفكر فيها أحد من قبل على حد وصفه.

ولم يعبأ بتهديدات لوبي شركات الأدوية الذي يمتلك جماعات ضغط قوية واستثمارات تفوق التريليون دولار وأرباحا سنوية تفوق النصف تريليون دولار، وتكرر القرار مع خفض أسعار سلع معيشية أخرى منها المنتجات الغذائية والمعيشية والبنزين ومنتجات الطاقة الأخرى.

ومارس ترامب ضغوطا شديدة على الدول المنتجة للنفط لزيادة إنتاجها بهدف خفض أسعار الخام الأسود في الأسواق الدولية، وهو ما يخفض أسعار مشتقات الوقود من بنزين وسولار ومازوت في الأسواق الأميركية. علماً بأن هذا المطلب يهم قطاع كبير من الأسر الأميركية.

الخلاصة أن ترامب يعمل لصالح شعبه ورفاهية مواطنيه ومصلحة لوبي "وول ستريت" وممولي حملته الانتخابية ومجتمع المليارديرات، حتى لو كان الثمن دهس الاقتصاد العالمي كاملة، والحاق الخسائر بكل دول العالم كما يجري في حربه التجارية الحالية، ويجب ألا نلومه على ذلك حتى لو استخدم أسلوب الابتزاز والترهيب ولي الذراع في سبيل حصد مليارات الدولارات من الخارج والصفقات الحرام.

العتب هنا على الأنظمة والحكومات التي لا تأخذ في الاعتبار تلبية احتياجات مواطنيها في سياساتها المطبقة، ولا تعمل لصالح رفاهية شعوبها رغم ضخامة الثروات لديها، أو حتى تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الرئيسية من غذاء ودواء وسكن وتعليم، بل تعمل وبشكل رئيسي لنيل رضا "سيد البيت الأبيض" النهم لحصد الأموال أولا لبلاده، وثانياً لعائلته وشركاته الخاصة، بل وأصحابه، وما أسماء مثل إريك ترامب وكوشنر وإيلون ماسك ببعيدة عن تلك الصفقات التي سيتم ابرامها خلال زيارة ترامب الحالية لمنطقة الخليج.

Read Entire Article