فرنسا لروسيا: وقف النار في أوكرانيا أو عقوبات شديدة

1 week ago 6
ARTICLE AD BOX

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأحد، إنه في حال لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فإن "المجتمع الدولي يجب أن يتجه نحو تشديد العقوبات، لا سيما في القطاعين المالي والنفطي"، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس". وفي مقابلة مشتركة مع كل من "فرانس إنفو" و"لوموند" و"فرانس إنتر"، أوضح بارو أن ما تم تداوله خلال اجتماع القادة الأوروبيين هو أنه إذا لم يستجب بوتين لمطلب وقف إطلاق النار "فينبغي الذهاب أبعد من الحزمة الحالية من العقوبات، واستهداف قطاعات حيوية مثل المال والطاقة، وهو المسار الذي تدعو إليه الولايات المتحدة أيضًا".

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن "بوتين يزداد عزلة ويجد نفسه محشورًا في الزاوية، ما سيضطره في نهاية المطاف إلى التوجه نحو خيار السلام، في ظل تصاعد الضغوط الغربية والدولية". وكانت كييف، بالتنسيق مع حلفائها الغربيين والولايات المتحدة، قد وجهت يوم السبت إنذارًا إلى موسكو، دعتها فيه إلى القبول بوقف شامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، يبدأ اعتبارًا من يوم الاثنين، ملوّحة بفرض عقوبات هائلة في حال رفض المقترح.

في المقابل، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق مفاوضات مباشرة وغير مشروطة مع أوكرانيا اعتبارًا من 15 أيار/ مايو الجاري في إسطنبول، من دون أن يرد صراحة على المقترح الأوكراني الأوروبي، مكتفيًا بالإشارة إلى رغبته في التنسيق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وبعد دقائق، قال يوري أوشاكوف، أحد كبار مساعدي بوتين، للصحافيين إن "المحادثات يجب أن تضع في الحسبان مسودة اتفاق السلام التي جرى التخلي عنها في عام 2022 والوضع الراهن على الأرض"، وهي صيغة مختصرة تعني أن على كييف أن توافق على الحياد الدائم مقابل ضمانات أمنية، وأن تقبل بسيطرة روسيا على أجزاء واسعة من أوكرانيا.

من جانبه، رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحذر اليوم الأحد على اقتراح بوتين، قائلا إن كييف مستعدة لإجراء المحادثات، ولكن بعد موافقة موسكو على وقف إطلاق النار. وقال زيلينسكي: "هذا مؤشر إيجابي على أن الروس بدأوا أخيرا في التفكير في إنهاء الحرب"، لكن "الخطوة الأولى لإنهاء أي حرب حقا هي وقف إطلاق النار". وأضاف: "نتوقع من روسيا تأكيد وقف إطلاق نار- بشكل كامل ودائم وموثوق- ابتداء من الغد 12 مايو. أوكرانيا مستعدة للاجتماع".

من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده مستعدة لاستضافة المفاوضات بين الطرفين، مؤكداً في اتصالات هاتفية مع كل من بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب "بلغت مرحلة مفصلية". وأكدت الرئاسة التركية أن أردوغان شدد خلال اتصاله بنظيره الروسي على "أهمية اغتنام الفرصة لتحقيق تقدم حقيقي نحو وقف النزاع".

وقالت الرئاسة الروسية (الكرملين)، الأحد، إن أردوغان قدم دعمه الكامل لمبادرة بوتين، بشأن إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول. وجاء ذلك في بيان صادر عن الكرملين تعليقا على الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بوتين وأردوغان في وقت سابق الأحد. وذكر البيان أن بوتين وأردوغان ناقشا بشكل مفصل مقترح الرئيس الروسي حول استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا الخميس المقبل. وأكد البيان أن الرئيس أردوغان يدعم بشكل كامل الاقتراح الروسي، وأنه مستعد لإنشاء منصة في إسطنبول للمفاوضات. وأضاف: "سيقدم الجانب التركي كل المساعدة الممكنة في تنظيم وإجراء المفاوضات الرامية إلى تحقيق السلام المستدام".

ستارمر: قادة التحالف يحققون تقدماً ملموساً نحو السلام في أوكرانيا

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن قادة التحالف أحرزوا "تقدما ملموسا" نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا أمس السبت، مع تصاعد الضغوط على روسيا لقبول هدنة غير مشروطة لمدة 30 يوما. وأوضح ستارمر، أمس السبت، أن الحلفاء الأوروبيين "إلى جانب الولايات المتحدة" بصدد "تحدي بوتين" والتعهد بزيادة العقوبات بشكل أكبر إذا "تراجع عن السلام" وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا).

وكان ستارمر قد توجه إلى كييف برفقة نظرائه الفرنسي والألماني والبولندي لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن ما يُسمى تحالف الراغبين. وتحدث القادة في العاصمة الأوكرانية أيضا عبر الهاتف مع ترامب، الذي كان قد دعا سابقا أيضا إلى هدنة لمدة 30 يوما.

وقال ستارمر في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من كييف أمس السبت: "لقد أحرزنا فعلا تقدما ملموسا في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، لذا فإن هذا يعد نتيجة جيدة للغاية." وأضاف: "لكن كان من المهم أيضا أن نُظهر أن القيم التي كانت تمثل أساس ما كان يتم القتال من أجله قبل 80 عاما هي ذات القيم التي نتمسك بها الآن، وأننا سوف نضاعف جهودنا ونلعب دورنا في الحفاظ على السلام وإحلال وقف إطلاق النار". ولاحقا استطرد قائلا: "هذا الآن هو نداء موحد من أجل هدنة غير مشروطة، مدعوم بعقوبات".

Read Entire Article