مسيرة حاشدة في باريس ضد تصاعد الإسلاموفوبيا

1 week ago 9
ARTICLE AD BOX

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، مسيرة واسعة تنديدًا بتصاعد الإسلاموفوبيا في البلاد، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع على مقتل الشاب المسلم أبوبكر سيسي داخل مسجد في بلدة لا غراند كومب، جنوب البلاد. وقد وُجّهت إلى المشتبه به في الجريمة تهم "القتل بدافع ديني وعنصري"، بعد أن وثّق فعلته ونشرها على تطبيق "سناب شات".

وانطلقت المسيرة من ساحة الباستيل، أحد أبرز رموز الثورة الفرنسية، باتجاه ساحة الحرية في قلب باريس، حيث رفع المشاركون لافتات كُتب عليها: "العدالة لأبوبكر"، "تسقط الإسلاموفوبيا"، و"يسقط وزير الداخلية روتايو". كما رفع عدد كبير منهم أعلام فلسطين، ورددوا هتافات داعمة لغزة، من بينها: "فلسطين حرة"، "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة"، "غزة تقاوم"، و"من غزة إلى باريس مقاومة".

وردد المتظاهرون أيضًا هتافات تندد بكل أشكال التمييز، مثل: "نحن جميعًا مسلمون"، و"نحن جميعًا أبناء مهاجرين"، في إشارة إلى التضامن الواسع بين مختلف الفئات المجتمعية ضد الإسلاموفوبيا والعنصرية. ودعت إلى المسيرة منظمات مدنية وأحزاب يسارية وجماعات من المجتمع المدني، وشهدت حضورًا سياسيًا بارزًا، تقدمهم زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون، إلى جانب نواب من كتلته البرلمانية، فضلًا عن عدد من الشخصيات النقابية واليسارية.

وفي تصريحات لـ"العربي الجديد"، قال غيوم أودولين، المتحدث باسم الحزب الشيوعي الثوري: "نحن هنا للتنديد بالدعاية العنصرية التي تروّج لها البرجوازية ضد المسلمين، والتي تهدف إلى التمويه وصرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية للفقر والتقشف والانحدار الاجتماعي". وأضاف: "هذا الخطاب ليس سوى وسيلة لتقسيم الطبقة العاملة وتحويل المسلمين إلى كبش فداء". وشدّد على أن "الرد يجب أن يكون بتنظيم حركة اجتماعية موحدة، عابرة للعرق والدين والأصل، لمواجهة حكومة ماكرون والنظام الرأسمالي برمّته".

من جهته، قال فريد عمير، رئيس اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين، وهو حزب سياسي تأسس عام 2012، إن "مقتل أبوبكر سيسي لم يكن حدثًا معزولًا، بل نتيجة مباشرة لخطاب معادٍ للمسلمين مستمر منذ سنوات في الإعلام والسياسة الفرنسية". وأضاف في تصريحاته لـ"العربي الجديد": "لا ننتظر شيئًا من الحكومة، لأنها ببساطة جزء من المشكلة. فخطابات وزير الداخلية برونو روتايو، على سبيل المثال، تساهم بشكل مباشر في تأجيج الكراهية. إذا كان هناك ما نطلبه من هذه الحكومة، فهو أن ترحل".

رسالة المسيرة، كما عبّر عنها كثير من المشاركين، كانت واضحة: "لا صمت بعد اليوم"، داعين إلى تحرك سياسي ومجتمعي جاد لمواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا، ورفض محاولات التهوين من خطر الخطابات العنصرية. وشددت اللافتات والهتافات على ضرورة وقف حملات الكراهية قبل أن تتسبب في وقوع جرائم مماثلة في المستقبل. وكان الشاب أبوبكر سيسي، البالغ من العمر 22 عامًا ومن أصل مالي، قد تعرض للطعن حتى الموت أثناء سجوده في مسجد خديجة في لا غراند كومب، يوم الجمعة 25 إبريل/ نيسان. والمتهم في الجريمة هو شاب فرنسي من أصل بوسني يُدعى أوليفييه، ويبلغ من العمر 20 عامًا.

ووفقًا للتحقيقات، كان المتهم يقيم في نفس المنطقة ولم يكن يمتلك سجلًا إجراميًا سابقًا. وبعد ارتكاب الجريمة، فرّ أوليفييه من فرنسا بمساعدة بعض أقاربه، قبل أن يسلم نفسه لاحقًا إلى مركز للشرطة في مدينة فلورنسا الإيطالية. وقد وُجّهت إليه تهم "القتل العمد مع سبق الإصرار" في ظروف مشددة تتعلق بالعرق والدين، بالإضافة إلى "التهرب من التفتيش والاعتقال".

Read Entire Article