"ويأتيك بالأخبار من لم تزود"، أي أننا قسرا أو رضاء سنضطر إلى التدقيق في واقع "ما بعد" الانتخابات البلدية على أساس أي نسيج داخلي يترصد لبنان في أول مساره "السيادي" الطالع بعد نشوء العهد والحكومة الجديدين؟ جرى التقليل كثيرا من الأهمية والدلالات السياسية و"الوطنية" (هذه المفردة صار استعمالها نادرا!) للانتخابات البلدية قبل انطلاقتها وخلالها، إما بداعي الاقتناعات الخاطئة بأنها استحقاق تطغى عليه "العائلية"، وكأن العائلية المزعومة ليست مغمسة بدورها بالسياسة في لبنان حتى العظام، وإما بداعي "التقية" السياسية والطوائفية لحياكة معارك تنافسية، وهذا ما انكشف على الغارب منذ الجولة الأولى. وبكل المعايير التي صنعت منها حدثا لا مفر من معاينته بدقة على أبواب العد العكسي للسنة الأخيرة الفاصلة عن الانتخابات النيابية، تخرج ...